الثلاثاء، 2 يناير 2018

هل وضعت خطة لعام 2018؟..

عام قد انقضى منذ أن قررت الالتحاق بمحاضرة ألقاها استاذ جامعي من محافظة ظفار.. تحدث كثيرا عن ضرورة كتابة أهدافنا لعام 2017..
تحدث بعدم جدوى حفظ الأهداف في ذاكرة الرأس وإنما علينا بكتابة الأهداف على ورقة تبقى امام أعيننا في أغلب الأوقات..
لقد كانت المحاضرة شيقة وجميلة بأسلوب المحاضر و طريقة ايصاله للأفكار..
انتهت المحاضرة وعند مخرج المبنى وقف أحدهم بجوار طاولة عليها كتاب ألفه المحاضر عن تنمية الذات وتطويرها..
اشتريت الكتاب وخرجت مسرورا بما يدور في مخيلتي من أهداف وطموحات..
في مجلس البيت، أغلقت الباب على نفسي لاتمكن من تحديد أهدافي لعام 2017..
حددت ثلاثة أهداف بنيتها من تجربتي في عام 2016..
ففي عام 2016، قرأت واتممت 24 كتابا متنوع المشارب ..
وحفظت ثلث الجزء الأول من كتاب الله..
وحافظت على وزني بأن لا يتجاوز ال73 كيلوجرام وذلك لقلة ممارستي للرياضة في آخر 4 أعوام بسبب إصابة بالركبة ..
كل هذه الأشياء صنعتها في عام 2016 من دون أن اسجل الأهداف على ورقة..
أخذت ورقة بيضاء  وكتبت عليها ثلاثة أهداف :
1- قراءة 25 كتاب
2-حفظ الجزء الأول من المصحف الشريف
3- إنقاص وزني 3 كيلوجرامات ليصبح وزني 70 كيلوجرام..
وعلى دفتر العمل، ألزقت هذه الورقة لأتمكن من قراءة الأهداف كل يوم..
كنت مسرورا حين كتبت هذه الأهداف.. شعور جميل و حلم قد زارني لبضع دقائق قبل أن تقطعه طقطقة الباب من والدي..
انقضت اول ثلاثة أشهر والمشاهد لا تقول أنني على درب  تحقيق الأهداف!.. لكن بعضا من الأعذار قد امليتها على نفسي لإسكات ضميري.. واقنعت ضميري بأن شهر رمضان على الأبواب.. حينها سأشمر عن ساعدي واحقق الأهداف وربما اجتازها..
انقضت ايام رمضان سريعة وانا لم أحقق ربع ما كان مفترض أن أكون عليه!!.. و كدت أن أخفق في إقناع ضميري بأن عام 2017 لم ينتصف بعد.. وان أكثر من 200 يوم لا تزال موجودة وبالإمكان تدارك ما فات..

انقضت أشهر الصيف وأتى الشتاء وخرج شهر ديسمبر حزينا محبطا لعدم وفائي بما عاهدت به نفسي..
أن أبكي على الايام التي رحلت.. فالبكاء لا يعيد الايام..
كل الذي تعلمته من عام 2017 أن على المرء أن يكون حذرا حين يخطط، والا فالاحباط سيكون رفيق دربه بعد أشهر بسيطة من بداية العام حين يرى أنه غير قادر على الوفاء بما تعهد به نفسه..
جميل أن يكتب الإنسان طموحاته وأهدافه، لكن عليه أن يكون أكثر واقعية .. فقد تكون هناك عوامل مساعدة قد بنيت عليها أهدافك، فتذهب هذه العوامل وبالتالي تصاب بالإحباط حين تجد نفسك متأخراً عن الطريق..
لا أقول لا تخطط.. لكن احسبها صح..