الأربعاء، 27 فبراير 2019

نصف شهر على رحيل عمي..


هـَأنَـذا اُدحرج عجلة الزمن مجدداً..
متجهاً إلى  أرضٍ قاحلةٍ ، لا زرع لي فيها ولا ولدا ..
تحكمنا الظروف احيانا لتُبعدنا عن ديارنا و احبائنا عنوةً لأجل لقمة العيش .. 

هـَأنَـذا اترك نزوى حزينا..
لأول مرة اتركها و لا عمَّ لي فيها..
لن اسأل ابي بعدها حين اتصل به "كيف حال عمي؟"..
ولن تخبرني امي حين اُكلمها ان "عمك قد سأل عنك"..

هـَأنَـذا ارحل عن نزوى فاقداً بعضا منّي.. 
من من اعتاد ان يأسرُني ببشاشة وجهه و سحر ابتسامته.. 
من من إذا تحدث، تمنيت أن لا يصمت..
وان صمت، فصمته كان تسبيحاً.. 
من من ساشتاق إليهم كثيرا.. 

هـَأنَـذا كالمستجير من الرمضاء بالنار.. 
افر من كل ما يذكرني به ، فتأبى الذكريات الا ان تعيد نفسها كـفلم سينمائي.. 

لقائي الأخير به.. اتصال امي بعد انتصاف الليل .. المستشفى.. نظرتي الاخيره إلى وجهه.. اتصالي بأختي..
حملوه إلى داخل بيته.. الصراخ.. العويل.. غسلوه وجهزوه إلى مثواه الأخير.. نقلوه بسيارة إلى المصلى.. أقاموا الصلاة عليه.. 
حملوه إلى قبره.. نقاش الحاضرون بتوسعة قبره.. انزلوه و حثو التراب عليه.. 
حشود بالألاف من من حضر للمجلس طيلة الثلاثة ايام.. 
وقصص العابرون عن عمي تنهمر إلينا ..

ربي اجعله من من قيل فيهم : فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ.. 
فاجعله يا ربي من الفائزين..