الأربعاء، 9 سبتمبر 2020

تولستوي.. رواية الحرب والسلم..



ليس من السهل ان يقاتل أحدهم من كان له قدوة..
رواية تتحدث - في أكثر من ١٦٧٠ صفحة - عن الأوضاع ما قبل  وصول نابليون إلى روسيا وتحديدا موسكو واحتلاله لها، وما بعد طرده من روسيا ونهاية حقبة نابليون .. 

رواية تصف المجتمع الروسي في بدايات القرن التاسع عشر وكيف كانت اللغة الفرنسية هي لغة الطبقة الراقية.. وكيف كان حلم البعض بأن يكون مثل نابليون.. وكيف أصبح حين وجد نفسه وجها لوجه في إحدى المعارك أمام نابليون - قدوته - .. وكيف كان لروسيا الفضل في هزيمة جيش وصف بأنه لا يقهر.. 

لا انكر انه قد أصابني بعض الملل أثناء قرأتي لهذه الرواية الطويلة.. فبعض الاسهاب لا مبرر له.. وبعض التفاصيل لا أراها الا زيادة في الحديث..

ليست كل هذه الصفحات ال١٦٧٠ تتحدث عن الحرب فقط.. إنما تخللتها مشاهد من الحب والتضحية و الانكسار والعودة إلى الحياة الطبيعية.. 

احد الأشياء الجميلة بالرواية ان #ليو_تولستوي  قد تعمد إلى الحديث بالفرنسية حين يكون هناك حوار متدني الأخلاق - كالخيانة و السرقة - لا يليق بالشعب الروسي و تاريخه.. 

الرواية جميلة ولكن لا تصل إلى روعة روايات #دوستويفسكي الروسي..



 

 

الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

وداعاً خالتي..

انطفات شمعة خالتي بعد سنواتٍ عجاف.. ستة أعوام من المعاناه لا يعلمها إلا الله وقلة قليلة من حولها .. ما كانت لتشكو حالها لأحد..

حين يسألها اخوها عن حالها، كانت تقول انها بخير وعافية.. انها "عثرانه" فقط ..


سنوات وانا أرى في حالها المتبدل منسجماً مع قوله تعالى : ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون.. إلى أن حانت ساعة رحيلها وقد غدى حجمها كصبيةٍ لم تبلغ العاشرة من العمر...


قبل عامٍ ونصف، حين كانت الاتصالات تحمل خبر رحيل عمي المفاجئ في ساعات الفجر الأولى .. كان البعض ممن وجد مكالمة لم يرد عليها حين صحى، يظن ان خالتي هي من رحل، ولم يدرك قول الإمام الشافعي :

فكم من صحيح مات من غير علة،،، وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر


كم كرهت اؤلئك الذين قالوا ان الموت راحة لها.. هل سمعوها تطلب الموت يوما.. أكنت مكلفاً - يا هذا - يوما برعايتها وهي طريحة الفراش لسنوات!.. ما بالك ترى الموت راحة لها وأنت لا تطلبه !، فمن هو العاقل الذي لا يطلب راحته!!..


تساءلت عن الحال قبل الممات، لو كان للإنسان حرية في اختيار نهايته، فهل سيختار موت الفجأة - وإن كان وقعه شديد على من حوله - ام كان  سيختار الموت بعد معاناة في الفراش لسنوات حتى يقول البعض ان الموت راحة له؟..


لا انكر انني ذرفت الدمع كثيراً حين رحل عمي، بخلاف رحيل خالتي!.. ايكون السبب هو تصنيفنا "الغبي" لمن يكون الموت قريبا منه ومن يكون بعيدا عنه!!..


 لا أقول إلا  : رحم الله تلك الوجوه.. فلقد اشتقنا لرؤيتها و ابتسامتها و بساطتها..