السبت، 14 نوفمبر 2009

إلى التي سـألت عني ذات يوم ، أهديهــا قطــة .....

لم يكن يوما عاديــا ....
فقد عــاد متـأخرا على غير العادة ....
إحتسى كأسا من الماء ثم أتبعه بعلبة من شرابه الغاري المفضــل ....
وبدأ يستذكر شريط يومه ليعرف ما الذي أخره ....

مبكرا كان قد صحى ....
ونثر بعضا من حبيبات الماء على وجهه ....
فرش أسنانه ومشط شعر رأسه ....
وبعدهـا أصبح في حيــرة أي العطور ستحضى بشرف ملامسة جسده ....
أغمض عيناه ومد إحدى يداه وأخذ عطرا من بين سلة العطور ....


"أنت أيها الشقي حضيت بشرف تمثيلي ولو لدقائق ليقال أنني قد كنت هنا " ....
هكذا تمتم مبتسما قبل أن يضع قارورة العطر ويتجه ناحية المطبخ ....

إحتسى على عجل كاسا من شرابه البارد ....
ومن ثم خرج مسرعا من شقته ....
فأحكم إغلاق باب شقته وأخذ من صندوق بريده جريدة الصباح ....

صادف في الشارع شيخا طاعنا في السن ....
مد له يد العون في قطع الشارع إلى الضفة الآخرى ....
إبتسم له مودعا " على الرحب والسعة "
هكذا تركه ....

قريته التي كانت جميلة وصغيرة ....
أصبحت تعج بالفوضى والزحام ....
وسيمفونية أبواق المارة نافست أشهر ملحني الأوكيسترا ....
والمباني إنتشرت كانتشار النار على الهشيم ....

خارج حدود قريته أو "مدينته" ....
حديقة كبيرة تركت للعامة ....
فاشــتهرت بالحديقة العامة ....

أوى بنفسه إلى جذع شجرة ....
وبحث عن مكانا لا يتسلل إليه ضوء الشمس حتى لايزعجه وقت الظهيرة ....
تصفح جريدته وقرأ رؤوس المواضيع ....
"لا جديد كالعادة"
هكذا أسر في نفسه وأعاد التمتع في قرآة نصه مرارا وتكرارا ....


أخرج قلمه وبعضا من الوريقات ....
فكر في ماذا سيكتب فلا بد أن يبعث بنصه هذا المساء ....
حاول جاهدا أن يكتب شيء فلم يستطع ....
نظر حوله بسرعة لعله يجد شيئا يكتب عنه فلم يجد ....
إستند على جذع الشجرة وأغلق عيناه محاولا أن يرسل بفكره بعيدا فلم يتخطى الخطوتين وعاد فارغا ....

" اللعنة "
هكذا صاح عندما رمى بقلمه في ضجر بعد أن فرغ صبره ....
وألقى بجسمه على الحشائش الصغيرة ....
وبدأ يحلق في الأفق ويتفكر إختلاس ضوء الشمس بين وريقات الشجرة ....


بعد فترة ليست بالقصيرة ....
أحس بشيء غريب ....
صوت عصافير على غير العادة ....
فإنتصب لينظر مصدره ....
فــ شاهد عصفوران يحاولان لفت إنتباه قطة بيضاء ....
عمل مسحا سريعا حول القطة ....
فإذا بعصفور صغير لا يبعد كثير عن القطة ولا يقوى على الطيران ....
وأبواه يحاولان منع القطة من رؤيته ....

"سبحان الله"
ردد بلسانه وأوشك أن يذهب لينقذ العصفور الصغير ....
لكنه قال في نفسه سأتريث قليلا وأنظر ماذا سيحصل ....
فلعلي أجد موضوعا لأكتب عنه ....


شاهد حركات الكر والفر التي إنتهجها الوالدان لحماية صغيرهما ....
ولكنها لم تبدي نفعا ....
فلقد لفتا إنتباه القطة وأيقنت بوجود شيئا من أجله هذان العصفوران يقومان بهذه الحركات ....

نظرت القطة حولها ....
فإذا بعصفور صغير يحاول الاختباء بين الحشائش ....
فجلس بمكر كأنه منشغل بالوالدين ....
وبلحم البصر ينقض على الصغير ....
وبين فكيه ولى فارا ولم يعقب ....


إنتابته الحسرة ومرارة المشهد ....
فقد كان عازما على مساعدة الصغير ....
وبدأ يلوم نفسه على أنانيته من أجل الظفر بموضوع جديد ....

وفي غمرة حزنه الشديد ....
يمر بقربه مزارعان يتذمران من الطيور والعصافير ....
لأنها أفسدت محصول الحبوب هذا العام ....


حينها إنفرجت كربته بعد أن ظن أنها لن تنفرج ....
فتبسم ضاحكا وقال :
" إنها حكمة الخالق أن جعل القطة تلتهم الصغير
حتى تقل أعداد الطيور رحمة بالإنسان ، فسبحان الله " ....

وبعدها ....
دق جرس الشقة ليوقضه من تفكيره ....
" إنه أنا ساعي البريد "
هكذا قال من خلف الباب ....
ثم أضاف بعد أن تم فتح الباب :
ألا يوجد لديك نص هذا المساء لأجل إرساله إلى مقر الجريدة ؟ ....
فأجابه : هذا هو ....
فلقد تأخرت قليلا في العودة للشقة مساء اليوم ....
ولكنه جاهز للنشر ....


تفضل ....
و ودعه مبتسما ....
و أغلق بابه من الداخل ....

الجمعة، 25 سبتمبر 2009

H1 N1 للتاريخ ...

كـانت بـدايـة ظهـور هذا الفيروس أو الإنفلونزا في المكسيك ومـاجـاورهـا من بلدان ....
أطلق على هذا الفيروس بـ فيروس H1N1 أو مايسمى بـ أنفلونزا الخنـازير ....

الكثير من الدول بـدأت بـ أخذ إحتيــاطاتهـا للتصـدي لـ هذا الفيروس السريـع الإنتشـار ....
فـ هو يصـيب الكـل بـلا تحـديد لـ فئة معيـنة مثلا لـ كبار السن أو الأطفـال ....

المشـكلة أن هذا الفيروس لايفرق كثيرا عن الأنفلونزا العـاديـة ، فقط الفـارق يكون في ظهـور بعض الأعـراض كـ
الإسـهال والقي ....

محـليـا ، لم تـكن هنـاك أي بـوادر أو إشــارات تُشـير إلى أن الحكـومـة تعمـل من أجـل التصـدي لـ هذا الخطـر القـادم من الغرب ....
فـ لم تكـن هنـاك أي وسـائل توعيـة من أجل تفـادي هذا المرض ....
لم تكـن هنـاك أي إرشـادات فيمـا إذا كـان هنـاك شخص أصيب بهـذا المرض ....

مرت الأيـام والأشـهر ، ولم يتم إلغاء أي من الأنشـطـة الجمـاعية والتي قد تكـون السـبب في إنتـشار هذا المرض ....
آتى فـصل الخريف في صـلالة ، وأقيمـت الإحتفــالات والمنـاسبات والأنشـطة ....
الســياحـة مفـتوحـة على مصـراعيـهـا .....

فـ بينمــا نشــاهد ونسـمع أن الكثير من شـركـات الطيران في أوروبـا وأمريكـا قد خسـرت بسبب قلت المسـافرين على متـن خطـوطهـا ....
لم نجـد أي إنخـفاض في معـدلات المســافرين من وإلى السـلطنـة ....
بـل بـ العكس ، وجدنـا أن عدد المسـافرين في تزايد ....
حتى المنـافذ البرية ، كـان عدد المســافرين من خلالهـا في تزايد ....

ظهـر الفيروس بالسـلطنـة ، وبدأ عدد الحـاملين لـ هذا الفيروس بـ الإنتشـار ....
إنتـشر في الأجواء خبر أن السـلطنـة أمرت بـ جلب أو شراء مـايقارب الـ 60 ألف لقـاح ضـد هذا الفيروس ....
وإزداد عدد الإصـابات في صـلالة نتيجـة لـ وجود الحشـد الكبير من السـواح الأجـانب والعرب والمواطنيــن ....
كمـا إرتفــعت الوفيــات بسبب أو بـأخر نتيجـة لهذا الفيروس ....

بـعدهـا صـدر أمر من الجهـات الرسميـة بـ شـراء مـايقرب الـ 2 مليون لقـاح من أجل التصـدي لهذا الفيروس ....
وبـدأت الحمـلات الإرشـادية والتوعويـة والتثقيــفية في الإنتشــار عبر الوســائل المختلـفة من هـاتف وملزقـات وتلفاز وصـحف ....
ربمـا أتت هذه الحمـلة متـأخرة ، ولكـن أن تـأتي مــتأخرة خير من أن لا تـأتي نهـائيـا ....

وتجنبــا لإصــابات محتمـلة نتيجـة التجمـعات ، فـ لقد تم تـأخير الدراسـة في الجهـات الحكـوميـة إلى مـابعد رمضـان وتحديدا إلى شهـر أكتوبر ....
بعد أن رصـدت إصـابات بـ الجمـلة في إحدى المدارس الخـاصـة ....

أتى العيـد ، وأتت معهـا التجمـعات الكبيرة والكثيرة .....
وبـ المقـابلة وجدنـا عدم الإفصـاح من الجهـات الرسمــية لأعداد المصـابين بهذا الفيروس والمتوفين نتيجـة لهذا الفيروس أيضـا .....
وقبـل العيـد تم إعلان بـ تأخير الدراسـة الحكـوميـة لـ كافة الفئـات عدا الصف الـ 11 والـ 12 ، حتى يتم دراســة أحوالهـم و إمكـانية التصـدي لهذا المرض في حـالة لاقدر الله حدثـت الإصـابة ....

تبقى الأمـور مقـدرة من عند المولى ، ولكـن يظـل الأخذ بـ الأسـباب مطـلوب هـام ....
حفـظ الله عمـان وأهـلهـا ومن سـكن بهـا ....
جمعـة مبــاركة .....

السبت، 5 سبتمبر 2009

أنت أحمـق أيهــا " ال " دكـتور .... 3

قـال بـ أعلى صـوته : أنا " بروفيسور " وليس "" دكتور " !!!

قـام بـ مراجعــة قـائمـة الطـلاب الذين سجـلوا مــعه في ذلك الفصــل ....
وإجتــهد قليلا من أجـل أن يعرف يُقســم القـائمـة إلى فئــات ثلاث ! ....
فـ هو بلا شك " رئيس القسم " وأيضــا بروفيسور ، ونضع تحت بروفيسور ثلاثمئـة خط من كل إتجـاه .....

علم لاحقــا ، بـأن فلان وفلان وفلان وفلان هم من المتفوقيــن من خلال درجـاتهم ....
وعلم بـأن علان وعلان وعلان من ذوي الدرجـات الدنيــا ....
والبقيــة البـاقية تسبـح بين الفئتين ....

إنتهـى الفصــل الدراسي ، وبغض النظـر عن من إجتهــد ومن من فرط ....
فـ فلان وفلان وفلان وفلان كـانت علامـاتهم بين الـ A & -A
علان وعلان وعلان أضحت علامـاتهم بين C - & D
مســاكين أنتم يـا قوم علان !!

يقــول إنه بروفيسور وأنه وأنه وأنه ، وبـ نهاية المطـاف إن طـرح ســؤال أو تم مخــاطبتـه بـ بادئة غير " البروفيسور " كـ " دكتور " ، فـ إنه العزة باللقب تأخذه ....
فـ لا يلتفت أبدا ، إن إلتفــت فـ إنه سيلتـفت على مضض ولســان حـاله يقول : تخـاطبني بـ دكتور وأنـا أحمـل درجـة البروفيسورية ! ....

ويحك يـاهذا
أراك تحمــل شهـادات هي في غنى عنـك
حطمــت كل مـعاني التواضـع ومعـاني الدرجـات والشهـادات !!!

أنت لسـت بـ أحمـق ، بـل أحمـق بمرتبــة " الشرف " ....
فـ هنيئـا لك .

أنت أحمـق أيهــا " ال " دكـتور .... 2

حكــاية الذي زعم إنه " عراقي "

هـا هو يضــع ورقــة الإمتــحان على طــاولتي ....
أنهيـتهـا وأنـا مبتــسما مقتنــعا بـأنني لن أحصــل على أقل من 95 / 100 ....
كـان الإمتــحان عبــارة عن مســائل ريـاضيــة ، وكم أعشق الريـاضيــات ....

إنقضـت أيـام ، وذهبـت متلهفــا لمعرفـة الدرجـة التي حصـلت عليهــا ....
وكـانت الخيبــة هي من إحتضـنني ....
73 %
73 %
كم تفـاجـأت من هذه الدرجــة !
بحثــت عن الخطــأ وأنـا بمكــتب المدعو " ال " دكتور ....
خـاطبتـه لمـاذا السـؤال الـثالث حصـلت على 3 من 25 وقد تغشيـت بـ علامـات التعجب !

كم أنت أحمـق يـا أيهـا المعني ....
تفتح جـهـازك المحــمول لتنـظر إلى الإجــابة من دون أن تنـاقشـني فيهــا !
رأيـت إلى جهــازه ، فـ وجدت الأسـئلة مع الأجـوبة في ملف بـ صيغــة الـ pdf !
قال لي بـأنني إستخدمـت طريقــة العالم " فلان " من أجل الحصـول على النتيــجة ، بينمــا طلبتهــا في السـؤال بـ إستخدام طريــقة العـالم " علان " ....
هـو كـان مُحقـا في ذلك الوقـت ، ولكـن الغضب قد أرسل هدهده من عيناي ، فـ أصبحتـا كـ الجمـرة من شدة الإحمـرار ....
خـاطبته بصيـغة بهـا عدم الرضاء ، بـ أن الحـل في النهـاية هو نفسـه ....
سواء أكـان بطـريقة فلان أو علان ، فـ الحل سيـان ....


إرتبــك صــاحبنــا ، عندمــا وجدنـا أحمــل كتبي من على مكتـبه مُشــرعا للخروج ....
فقــال بجمــلة بـاردة ، إنتظــر يـا " محترم " ....
كم تريدني أن أعطيــك ....
مـا رأيك بــ 23 من أصـل 25 ممكـنة ....
مـاذا عساي أن أقول في هذه الحـالة سوى أن أرتضي لـ حكمــه مع إبتســامة آجلتهــا إلى بعد مغـادرتي مكتـبه ....

أحمـق أنت حـقا يـا الـ د

مرت الأســابيع ، وإنتهى العـام الدراسـي ....
إلتقيــت به أمـام مكــتبه ....
جـاء والبشـرى يحمــلها في يديه ....
مبــارك ، فـ لقد كنـت الأول في فئــة + B
وددت لو وأدت البشرى بيدي ، لو لم أتذكر إنهـا أنثى وأنهــا سُتســأل بـأي ذنب وئدت !

أيهـا الأحمـق ، مـاذا فرقـت بين أن أكون في رأس فئــة + B أو في ذيلهــا !!!
أولسيت من إجتوتهم الفئــة ، سيخرجـون بـ + B !!!

أولست أنت أحمـق يـا " د" !!!

أنت أحمـق أيهــا " ال " دكـتور .... 1

حكــاية الـ د. " عبدوس "

أن تحفـظ نحو 75 % ممـا تحويه مـادة علميــة ، فـ هذا بـحق ســخرية لـ عقل الطـالب الذي يدرس أكثر من خمسـة مقررات ....
لم يكـن بـ الأمـر الهين ، ولكـن أيضــا لم نكـن نـعطي كـل مـادة حقـها من الأهمــية ....
قد يكـون السبب هو " سن أو حـيوية " الشباب ....

زميل لي لم يأتِ جـاهزا للإمتـحان القصــير الذي قرر الـ د. " عبدوس " أن يعطينـا إياه ....
قررت أن أرافقـه إلى مكتب المعني قبل نصف سـاعة تقريبـا من موعد الإمتـحان ....
كـان العذر الذي يحمـله صـاحبي أنه كـان مرتبــطا بـ حصة تدريب رياضيــة ....
فـ عاد المنزل مُرهقــا ولم يتمكـن من إسترجـاع دروسـه ....
ولا مجــال بل مُحـال أن تحفـظ أكثر من 20 ورقـة ....

المعني والذي هو الـ د. " عبدوس " رفض تـأجيـل الإمتـحان ....
وأشــار إلينـا بـ أن علينـا أن نذهب ونقراء هذه الصفـحة وهذه الصفـحة و و و ، صفــحات قليلة من تلك الروزنـامة الكبيــرة ....

إنهــا زيــارتنـا الآولى له في مكــتبه الصـغير ولم نكـن نعـلم بـأن مـا أمرنـا به هو جُل مـا سيكون في الإمتحــان ....
مررنــا مرور الكرام على تلك الصـفحات التي أشــار إليهــا ....

لاحقـا ، على طـاولتي وجدت ورقـة الإمتحـان ....
مررت عليهــا سـريعـا ، وإذا بهـا تحمــل أسـئلة لم تخرج من تلك الوريقــات التي أشـار إليهــا ....

أحمـق أنت حـقا يـا الـ د. " عبدوس "

أيــام مرت ، و زيــارة آخرى هذه المرة قمــت بهــا مع زميـل آخر بعد أن عرفنــا من أين نـأكل أصابع الكتف ....
هذه المرة كـانت الزيـارة ليسـت لأكـل بقيــة الأصــابع وإنمـا وجدنـاه قد ترك كتفـه بـ أكملهــا على طبق من ذهب ....

قـال لنـا بـأنه فشــل في إجتيــاز الحصـول على رخصــة قيــادة من الشـرطة ....
وأضــاف قائلا : هـل من الممكـن أن أدفـع مـالا من أجل أن أحصل على الرخصـة ؟ بمعنى آخر الرشـوة !
أخبــرنـاه بــأننا في بلد يلعن الراشي ويرفض الرشـوة ....
وأردف زميــلا مســتفسـرا عن موعـده القــادم من أجل الحصــول على الرخصــة ....

إنتهـاء الفصـل الدراسي ....
الدكـتور حصـل على الرخصــة !
زميــلي حصــل على A !
وحصــلت أنـا على - A !

أولست أنت أحمـق يـا " عبدوس " !!!

الاثنين، 31 أغسطس 2009

نجــوت بـ حمد الله وتوفيقــه .....

لا زلت أذكر ذلك المســاء جيـدا ....
عندمـا أخذت والدتي إلى إحدى العيــادات الموجودة بـ مدينتي ....
أوصــلتهـا ، وبـدأت بـ إنتـظارهــا خــارج سور العيــادة ....

تــأخرت قليــلا ، فـ شــاهدت الســاعة تقــترب من الـ 9 مســاءا ....
عندهــا قلت في نفسي ، إن أتت السـاعة الـ 9 ، ولم تنتهي والدتي من مقــابلة الدكتورة
فــ ســأقوم بقيــادة الســيارة و تجربة الســرعة القصوى التي يمكـن أن أصــل بهــا ....

شـــاءت الأقـدار أن تخرج والدتي قبـل أن تصـل الســاعة الـ 9 ....
فـ تركنــا معــا العيــادة متجهيـــن إلى المنـزل ....
وفي طريق العودة ، أحســست بـ إنبــعاث صوت من الســيارة أثنــاء القيــادة ....

أوقـفت الســيارة على محــاذاة الشــارع العـام ....
فـ نزلت من عليهـا ، وفحـصت الإطـارات ...
فـ إذا بي أجد أن الإطــار الخلفي بلا براغيه ( nuts ) ....
يعني الـ خمسة مســامير لا تحوي على أي برغي ....

شــكرت المولى أنني لم أتجنن ولم أقم بتــجربة قيــادة الســيارة ومحـاولة معـرفة أقصى ســرعة قد تصلهــا السيــارة ....
فـ الحمـد لله ، فـ لو أن والدتي تـأخرت قليلا ، وقدت الســيارة ، فـ لا أدري أين ســأكون الآن ....

الحمـد لله على كــل حـال .

الجمعة، 31 يوليو 2009

أحـلام أم صـُـدف

ذات يوم
بـدأت أقراء عن الحـلاج و تصـوفـه وأشـعاره ....
فـ حفـظـت أحد أبيــات الحـلاج وهـو :
وإني وإن كنـت الأخيـر زمـانيه ،،،، لأتٍ بمـا لم تـستطعـه الآوائل ....
وعـادةً إذا مـارغـبت بـ حفـظ بيت من الشـعر ، قمـت بكتـابته في قُصـاصة من الورق ....
أعيـد تكرار كتـابته لـغاية مـا أجد نفسي أن يدي و لسـاني قد إعتـادت على حفـظـه ....

مرت الأيـام والأســابيع ....
وتقريبــا بعد مرور أكـثر من شـهر ....
صـحوت من منـامي وأنـا أتمتـم بـ هذا البيت :
وإني وإن كنت الأخـير زمـانيه ،،،، لأتٍ بمـا لم تـأتِ به الأوائل ....

فقـلت ربمـا مجـرد هذيــان أو الحـالة التي تعـقب الصـحوة بعد الغـفوة ....
ولم أكتـرث ....

مُصــادفة ، وأثنــاء بحثي لـ قصــاصة أكتب فيهـا ، تفـاجـأت أن خلف الورقــة التي وجـدتهـا مكـتوبٌ عليهـا هذا البيـت الشـعري :
وإني وإن كنـت الأخيـر زمـانيه ،،،، لأتٍ بمـا لم تـستطعـه الآوائل ....

فســبحــان الله :)

الأربعاء، 29 يوليو 2009

أحــلام لم تكتمــل ....



إعتـاد كل ليـلة قبل أن يـذهـب إلى الفراش ، أن يُتـابع النشـرة الجوية ....
ولكـنه هذه المـرة إنشـغل ولم يتمــكن ....
الإرهـاق والتعـب أصــابه ، و عندمـا وضـع رأسـه على المخـدة ، غفت عينـاه سريعــا ....

لم يصـحُ إلا بـعد أن تسـلسلت خلســة بعض من أشـعة الشـمس إلى غرفـته ....
أخذ كف من الماء لـ يرشـه على وجـه ، لأجـل أن يشـعر بالإنتـعاش والنشـاط ....
أخذ صنــارته ، وخـرج من غرفتـه ....
صبـح على والدتـه وقبـل رأسهــا ....
ومن ثم بـدأ بـ تنـاول إفطــاره ....

إلى أين يـا قرة عيني " هكـذا قالت والدته " ....
فـ أجـابهـا بـ أنه سـيذهب لـ إصـطيـاد بـعض الأسمــاك من البحـر المـجاور لمنـزلهم ....
مررت يدهـا على رأسـه و مسـحت عليه ....
إبتسـم وقبـل يدهــا و إمتـدح الإفطـار الذي أعدتـه بيـديهـا ....

خرج من منزلـه وهو سـعيد ....
النشــاط والسـرور ظـاهر على محيــاه ....
يحســد ذاك العصفــور على جنـاحيه ويقول ليت لي جنـاح ....
يبتســم ويواصـل إختــراقـه للشــجيرات التي تحـجب منظـر البحـر من بيته ....

وقـف على ذاك الجـسر الخشـبي الصــغير ...
تـأمل في الأفـق وتمنى أن يعـرف ماذا يـوجد خلـف هذا البحـر ....
تـرك هذه الأمنيــة سـريعـا ، وتوجـه إلى الحبـل الذي قيـد به قـاربه الصـغير ....
أزالـه ، وقـفز بـ صنـارته فــوق القـارب ....

أخرج المجـدافيـن ....
وضــرب بهمـا ســطح البحـر وكـأنه يمـرر سـكينة صـغيرة على ظهـر زبدة صـغيرة ....
إبتـعد غير بـعيد عن الشـاطي ....
ورفــع مجــدافيــه ، وألقى بـصنـارته ....
إعتــاد أن يتمـدد على سـطح القـارب ، ويُغطي وجهــه بـ قبعته الجميــلة ....
يُريد أن يسـبح في بحـر الأحـلام ولا يُبـالي من إزعاج الغربـاء ....
فــ قد إعتـاد على هذا المنـظر ...

وبـدأت أحـلام اليقــضة تتوالى ....
كيف لـ شخص أن يُبدع في تخصـصة و رئيســة لا يحمـل أي شهـادة ....
فلان أكمـل دراســته العليـاء ....
توظـف في شـركة مرموقـة ، ولكـن للأســف أن مســؤولـة لم يكـن يحمـل أي شـهادة ....
فـ إستـاء من الحـالة وقـدم إســتقالتـه ....

قـرر أن يتحـرك بـ جسمـه قلـيلا ....
لأجـل أن يُبـعد ذاك الحـلم المزعـج ، ولكـن صـنارته وقـعت من دون أن يشــعر ....
إســتمـر في أحلام يقضــته ....
وتفـكر عن أســباب إعجـاب الغربـاء بـ منـظر قريتـه ....
هـل الغربـاء يُقـدرون التـاريخ والجمـال أكثـر منـا ؟ ....

وبينمــا هو على هذه الحــالة ....




















إهتـز القـارب قــليلا ....
ولكنـه لم يُكـلف نفســه بـ رفـع قبـعتـه ، ولم يكتـرث لهذه الهزة وأراد أن يواصـل في بحـر أحلامـه ....
ولكـنه ســمع السمـاء تُرعـد ....
فـ أزال قبـعته قـليــلا ، ورى أن الغيــوم قد حجـبت أشـعة الشمـس ....
وأيقــن إنهـا سـتمطـر في أقـل من ســـاعة ....

تعــدل في هيئــته ، ورأى أنـه مُحـاط بـ الغربـاء ....
تبــسم وقـال في نفسـه :
الآن عرفـت لمـاذا الغربـاء يُكررون زيـارة قريتنــا ....
لأنهـا ترى منـاظـر لم تتـعود عليهــا ....
ولهذا أجـد نفسي مُحـاط بهذه الجمـاعة من الغربـاء ....

حـافظ على هدؤه ، لـ خبرته البسيطـة بـ عالم البحـار ....
أراد أن يُكمـل الغوص في بحـر أحـلامـه ....
ولكـن هيهـات ، فـ أنى له الراحـة وهو مُحـاط بـ المخـاطر ....
من فوقـه ومن أسـفل منـه ....

وبعدهـا رأى أحد الطيــور المهـاجـرة مُتجـهة نحو الشـاطي ....
فقـال مرة آخرى : ليت لي جنـاح ...

لقـد حـالفه الحظ هذه المـرة ....
فـ السمـاء بدأت تُمطــر قلـيلا ....
والشـاطي لم يكـن بعيــدا ....
والريـح لم يـكن عتيـدا ....
ومن حـوله من الغربـاء ولوا فرارا ....

رمى بـ مجـدافيــه ، وإستـدار نحـو الجهـة المقـابلة للشـاطي ....
بدأ بالتجـديف حتى وصـل الرصـيف ....
ترجـل من على ظـهر القـارب ، وقيده بـ أحد الأعمـده ....
وعـاد إلى داره مبســوطا من هذه التجــربة ....

................................................

أجمعــوا على إدانتــه زورا وبهتــانا .....

بدأت تصرخ في وجهـــي ، الآن قد إكتشفت الحقيقة ....
الآن توصلت إلى أنه كان مظلومـــا ....
إنعقد لساني ولم أستطع أن أقول حرفـــا واحدا ....
لم أستطع الكلام ....
فـــ خُيل لي بأنني قد أصبحت خرِســـا ....
حاولت أن أحرك يدي في إشارة إلى عدم علمي بالأمر مسبقـــا .....
ولكن هيهات .....

خُيـــل إلي أن عيناها قد إنقلبتا جمرا من شدة الإحمرار ....
أفقت من خيالي القصير لأجدها تقول :
ليتك لم تأت لتعلمني بهذا الأمـــر ....
أبعد أن هدأت نار قلبي ، أجئت لتشعلها مجددا .....
اللعنة عليك ، اللعنة عليك ....
اخرج من داري ....

تركتها بعد أن اختلط صياحهـــا بأدمعهـــا المتساقطـــة ....
غادرتها بعد سيـــل من الكلمات الحارقة .....
كنت محظوظا قليلا ....
فـــ قذائفها كانت تمر عبر شلالات من الأدمـــع المنهمرة ....
تُبردها ....
تُخفف من شدة سرعتها ....
وقد تحرفها عن مسارها قليلا ....

أعذرها نعم ، إني لأعذرهـــا ....
شبــاط 63 ....
من رأها ذاك اليوم وهي تبحث عنه كالمجنـــون فلا بد أن يعذرها ....
من رأها تحضنـــه عندما عثرت عليه كالأم الحنـــون فلا بد أن يعذرها ....

مـــاحدث لم يكن بالأمر الهيـــن ....
وجدته مدانـــا في قضية لم يرتكبها بل لا يعلمها أبدا .....
الشهود أقسموا برؤيتهم له وهو يرتكب الجريمـــة ....
فـــ أقوالهم لا تختلف أبدأ ، وكأنهم شخص واحد ....

لقد أقسم لهم بكل الديانات أن لا علم له بالأمر مسبقـــا ....
ولكن ماذا عساه أن يقول أو أن يفعل ! .....
إنعقدت المحكمة ، وإستمع للشهود ....
وقُبِلت الأدلة ، والأهم أن الإستئناف لم يكن حاضرا .....

هو غير مستوعبـــا لما يحدث أمامه .....
فــ لقد وجد نفسه سريعا أمام حبل المشنقـــة ....
برهة من الوقت ، وها هو ملقى على الأرض من دون حراك .....


آيــار 68 ....
ولأن الحق لايضيع أبدا ، مهما طال الزمن أو قصــر ....
وبعد أن إنقضت 5 سنوات عن رحيله من الحياة ....
شائت الأقدار أن يتلعثم أحد الشهود ....
فــ صار التوتر حاضرا بينهم ....
لــ تسقط قطرة أفاحت مابالكأس من خبايا .....

ولكن بعد ماذا .....
بعد أن فقدت تلك الحسناء زوجهـــا .....
بعد أن فقدت تلك الحسناء شبابهـــا .....
بعد و بعد و بعد حسرات وآهات ...


إياكم وشهادة الزور .....
" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً " (الفرقان، 72)

جمعتـــكم مبــاركة .....

الويـل لك يــا مريم ....

أخـذت رشــفة من القهـوة ....
أتبعتــها بـ آخرى ثم آخرى ....
برغم قســوة مرورتهــا ، تنـاسيت هذه المرورة ....
ليسـت بـ أمرُ ممـا فعـلته مريم ...

يا آلهي ، لمـاذا أتت مريم في فكــري ....
أأصبـحت المرورة مرتبــطة بـ إسمهــا ....
كل تلك الأعوام وأنـا أحـاول تنـاسيهـا ، ولكـن هيهــات .....
بعدهـا بـدأت أبكي بحـرقة و أصيـح بـ أعلى صوتي : لماذا ؟ ....

حـاولت جـاهدا أن أبعد صـورتهـا عن مخيلتي ....
ألقيت بـ كأس القهوة بعيدا بـعد أن رأيت وجهـها بــ داخله ....

أخـذت كـأسـا آخر ....
وبـدأت أملأه من الإبريق ....
لا يمكـن أن تكـون هي ، أمعنت النظـر جيدا ....
نعم إني أسكبهـا مُجددا في كـأسي ....
إرتبــكت ، فـ ألقيت بـ الإبريق والكـأس ....

ومن يومهـا لا أعرف للقهــوة طـعم ....


**************

تخيــل يـا أبتـاه ....
عندمـا تعرفـت إلى مريم في بـادي الأمـر ....
أوهمتــني بـ حسنهــا وجمــالهـا ....
أوهمتني بــ أن الكـون لا يمـلك توأم لجمــالهـا ....
جمــالهـا لا يُضــاهيه جمــال ....
فــ خُيل لي أن يوسـف قـد شـاطرهـا من جمـاله ....

تخيـــل يـا أبي وأنت تتـفكر في منـظر الغروب ....
كيف أن نســمات الهواء البـاردة تُداعب خصلات شعرهــا ....
بســماتهــا و منظــر وجههــا يجذبـك أكثر من إنجذابك إلى وجه القمــر ...
ضحكــاتهـا تســلبك ، فـ لاتسمع صقصــة العصــافير .....
رقـصاتهــا في المرعى الأخضــر ، تُنســيك أنها ترقص على عشب أخضر و تتخيلهــا ترقص في الغيوم ....

ومن يومهـا أكره مشهــد الغروب ....

**************

رأيت يومـا حمــارا ....
تمعنــته جيدا ....
إقتربـت منه أكثـر ....
رأيت نمــلةً مُعســكرة على ظـهرة ....
تدعي مُلكيتهــا لفروه ....
بـل وتتــجرأ لـ تُعلن أمام الملاء ، بـأنها سيـدة الحمـار ....
ومـالكته ومليكتـه ....

حـاول الحمـار جــاهدا بـأن يُزيلهـا من ظهره ....
هز شـعره جيــدا ، ولكـن لم يفـلح ....
أطلـق ســاقه للعنـان ، متوهمـا أن الريح قد تُلقي بهـا أرضـا ....
ولم يفلح ....
كـان همـه بـأن يُلقي بهـا أرض ، ثم يدهسـها بقدمه ، ليوصلهــا إلى حتفـها ....
وحاول ثم حاول ثم حاول ....
ولم يُفـلح ....
فـ لم يعد يعمـل بفـكره ، وإنمـا كان قلبه منشـغلا بـ الإنتـقام ....

كـاد أن يرضى ويقتـنع .....
بـ أن النمـلة هي سيدتـه ....
بل هي مليكتــه ....
كـاد أن يُشـهر رأيته البيضــاء ....
لولا أن سـاقه القدر إلى جـسر أعلى النهـر ....
ذاهبــا إليه مُطـأطأ الرأس بـاكيـا ....
فـ تهادى من الجسـر لـ يقع في النهـر ....

إستــطاع أن ينجـو من الغـرق بصــعوبة ....
ولكـنه بـسرعة زال عنه الفزع ....
حيث رأى النمـلة قد طفـت فوق النهـر ....
شــاهدهـا غريقة وقـد فـارقـت الحيــاة ....
فـ تبســم .

ومن يومهـا أُمني النفس بـ السقوط من الجسـر ....
فـ ربمـا أبتسم .

**************

حلم ... ولكن ...

إنها الجمعة
يستعد عيسى للذهاب إلى الجامع مبكرا كالعادة
يستحم
يتطيب
يلبس الثوب المكوي
ويرتدي " كمته " ....

يأكل حبيبات من التمر
يحتسي فنجان من القهوة
ينتعل حذاؤه
ويشحذ " همته " ....

أدى تحية المسجد
وأخرج مصحفه من جيبه
وتلى ماتيسر من آيي القرآن
قبل أن يصعد الخطيب إلى المنبر ....

هاهو الخطيب يبدأ خطبته
وعيسى في شغف للإنصات
فقد يكون الحديث هذا اليوم عن غزة ....
أو عن إحدى غزوات الرسول ضد اليهود ....
ولكن

" عباد الله ، إن الحلم صفة حميدة
وإن الكبر صفة ذميمة .... "هنا طأطأ عيسى برأسه ....
وشطح بفكره بعيدا ....

يصعد عيسى المنبر
ممسكا في كلتا يديه برزمتين من الأوراق
وقال بعد أن حمد المولى وصلى على نبية : ....
عباد الله ، في يدي اليسرى خطبة تتحدث عن الكذب والنفاق
خطبة قد سمعتها أكثر من 20 مرة
في كل عام لابد من إعادتها ....
خطبة مل السامعون منها ....
فيسهون أثناء الإستماع لها ....
بل وينعسون ....

لم أجد أعداد الكاذبين تتناقص ....
ولم أجد المنافقين في إنقراض ....
فلا بد أن بالخطبة أو بالخطيب
أو بنا أو سببا ما لعدم وصول النصيحة أوتقبلها
أو تغير المجتمع ....

وفي اليد الآخرى
خطبة تتحدث عن واقعنا الأليم
عن غرو أفغانستان
عن تنجيس المصحف الشريف
عن غزو العراق
عن الصور المشينة لسيد العباد
عن الإجتياح الغاشم للبنان
عن الإرهاب الدنيء الذي أصاب غزة
وعن وعن وعن ....

" من هنا يبدأ الإصلاح "
قالها وهو يضرب بإحدى يديه خشب المنبر ....
الكل يراقب المشهد وغير مستوعب لما يحدث ....

هنا إنتبه بشخص يربت على كتفه ....
بأن يفسح له ليجلس بجنبه
فإنتبه عيسى أنه كان في عالم ثان ....
كان شارد الذهن حاضر البدن ....

الخطيب في مكانه
يكمل خطبته الناعسه
وعيسى بدأ حزينا بالحالة التي فيها ....

حزين بنوعية الخطب المكرره ....
حزين لأنه لا يحمل خصال الإقدام والجرأة ....
حزين لما آل له المجتمع ....
حزين و حزين و حزين ....

نجمــع المـال ليــفترق العيــال ....

أشــجـار النخـيل تُحيــط بــ البيت الجميــل ....
وتدفــق المـاء في جــداولـه محـدثـا صــوتـا كــ التطبيــل ....
مـع نســمات هــواء عـليـل ....
حــاملــت معهـا ذكــريـات الخليـل ....

إســتوقفــني مشــهد من بـعيد ....
شــاب صـغير تظـهر عليــه مـلامح الرجـال ....
وضـع الزمـن بصــمته على شـخصـه ....
فــ أصــبح رجــلا قبــل آوانـه ....

دمـــعات تجري من عيـنيه ....
تتـساقط على مجرى المـاء ....
محـدثــة قــصيدة حـزيـنة ....
أطــربت شجـرة الصفـرجل التي كـان تحتـها ....
وتمـايلـت معهــا شُجيــرات الحقـل ....

وكأنه يردد بزفير وشـهيق ....
خلاص رحل الرفيق ....
رحل في تلك الطريق ....
ماعـدت أعرف الصديق ....

وفجـأة أحـس بــقدومي نـاحيـته ....
ولفطنتــه أخذ غرفـة من المـاء لــ يغسل بهـا وجهه ....
فــ إختــلطـت دموعـه مع حبيبــات المـاء ....
ولكـن هيهـات يافتى أن تُخفي طعمهــا ....

عـرف بــأنني قــد رأيت كـامل المشـهد ....
بــعد أن رأيت أثــر مجرى الدمـوع على الخدود ....
فقــال لي بــأنه كــان يُلقي قصــيدة حــزينـة ....
حـركـت مشــاعره ، فــتسـاقطـت أدمعــه ....

فـقلت له : هــل لي بســماع تلك القصــيدة ....
فــ أحنى رأســه في صــمت ٍ ....
وبــصوت حزين ولا يــكاد يبيــن ....
قــال : تلك قصــيدةٌ عنونتهــا بــ :
" لمـاذا رحلـت يا أبي " .....

يــاراحـلا عن الدنيـا ومـن فيهـا ....
سـارق البسـمة و تـارك الحزن بــ فيهـا ....

هـلاً رجـعـت إلينـا لتجمعنــا .....
وتحـارب التفرق الذي ألم بنـا ....

فمـا عدت أطيق الهجــران ....
ومـا عدت أرى الجيــران ....

فــأخي غـرد لـوحده بــ زاده ....
وأختي مع زوجهـا كـ العـاده ....

بـعدهـا أجهش بالبكـاء ولم يُكمـل القصـيد ....
فــ رق قلبي لـحاله ، ومسـحت على رأسـه ...
ومنـعته بـأن لا يُكمـل الحديث ....

نـعم لـقد رحـل أبي الجميـل ....
بـعد أن عشــنا في كنفـه عيشـة الملوك ...
رحـــل وســترحـل من خـلفه هذه الجنــان ....
ســيرحـل البيـت الذي كـان هو الأمـان ....

هنــا إســتوقفــته لــ لحظــة ....
لم أتــركـه يُكـمل الحديـث مرة آخرى ....
رحيـل أبوك قــدرٌ مكـتوب ٌ ....
لا تخـالطـه الظنون ولا الشكـوك ....
فــكيف ترحـل الجنـان والدار ....

فقــال : الميراث مُشتت الورثـة ....
فــذاك أسـامه أخي الكبير ...
بــعد أن تـزوج ، تـعلل بــ ضائقة تمر به ....
وقـام يُنادي بـأعلى صـوته ...
القسمـة ولا غير القسمـة ....

وأختي موزه ، بـعد أن تزوجـت سـعيد ....
لعـب بــعقلهـا وأخبرهـا بضـرورة الحصول على النصيـب ....
وغرهـا بـحلو الكـلام ....
بعد أن عمـى عينـهـا بالمــال ولا غير المال ....

وفي المقــابل يا صاحبي ....
بقـيت أنا مع إخوتي و أمي المُقــعدة ....
بقيــت أرقب الوضـع ولا أسـتطيع الحراك ....
وقبـلت أمي بـ قلبهـا الحنون بالوضـع ولم تُبدي الإعـتراض .....

إلى هنـا ، إستـوقفتــه بعد أن حول إبتسـامتي إلى حزن ....
أخذت بيـده فــ لعلي أفــعل شيء لم تفعــله أمه ...
أخـبرتـه بـ ضرورة الإعتراض ...
وأجـاب : هيـهات ....

إفـترقنـا ليقـودنـا القـدر بـأن نلتقي بـعد عدة أشــهر ....
بيت للإيجـار يقـطنه صـاحبي مع أمه وإخـوته ....
بيـت صـغير لعلـه يقيــهم حر الصـيف و قسـوة الشتـاء ....
أخبــرني بـ عدة جمـل مُخـتصرة حتى لا أسـترسـل مع في الكـلام ....

تم تقسيــم الميراث ....
بيع البيـت والحقــل ....
بيعت كـل ممتــلكـات الأب العزيز ....

وهــا نحن نســتأجر هذا المنـزل الصغيـر ....
لينتـهي بــنا المطـاف بـأن ندفــع كل الميراث للإيجـار ....
فــ بعد أن كنـا نمـلك منزل مُحـاط بالجنـان ....
سنُصبــح في القـريب بلا مآوى ولا أفنـان ....

ســأحاول أن أكمـل عمـلي مع صـاحب ذاك المحـل الصـغير ....
حتى أوفـر لأمي وإخوتي قــوت يومهـم ....
فـربما يـأتي يوما مـا وأشــتري المحـل ومن ثم يتحســن الحـال ...
دعــواتـك أيـها الطيـب بـأن يُعـجل المولى في رفـع كربتـه عنـا .....

فـإفترقـنا ليبقى الدعـاء هـو حبـل التواصـل فيمـا بيننـا ....

乂◄ التهديــد والوعيــد للراعي سعيـد ... ►乂

.................................................. ......

في حانة المندوب محترم ....

النادل ينضف الطاولات والكراسي بعد أن إقتربت الساعة من الرابعة فجرا ....
وقبل أن ترسل الشمس خيطا أصفرا للتعبير عن بدء يوم جديد ....

وعلى إحدى زوايا الحانة ....
يجلس محترم وأمامه 14 قارورة شراب فارغة ....
ألم شديد إجتاح معدته ، ليهرول مسرعا إلى إحدى الحنفيات .....
وما هي إلا براهة من الزمن حتى أخرج مافي بطنه بعد أن تقيأ عدة لترات .....
فأصبحت قدماه لا تقوى على حمله .....

إتكأ بالحنفية ليرى صورة وجهه على المرآة ....
فــ أجهش بالبكاء بعد أن ضرب برأسه عدة مرات في الزجاجة التي أمامه لعله يخفف من أحزانه ....

وكل هذه المشاهد حدثت تحت أعين أبيه المندوب ....

عندها إنتبه محترم بأن أبيه المندوب يقف خلفه .....
فذهب ليرتمي على حظنه بعد أن إغرورقت عيناه من الدموع ....

المندوب يمسح على رأس محترم مجتهدا بأن لا تسقط دمعة من مقلتيه ....
لأنه لا يزال يؤمن بالعهد القديم بأن الأب لا ينبغي أن يبكي أمام إبنه ....
حتى لا يفقد هيبته و رجولته ....

بعد أن هدأت قليلا روعت محترم .....
أخذه أبوه المندوب لأقرب طاولة .....
وقام المندوب بحركة بعصاة ألقـت بظلالهــا ما كان فوق الطاولة من كؤوس وأباريق .....

جلسا متقابلين في نقاش أخوي لا عائلي .....
لم تفلح كل الطرق والوسائل الدبلوماسية والسياسية التي يتقنها المندوب في محاولة زحزحة محترم عن قرارة والعدول عنه ....
فالطاولة إمتلأت بالأوراق .....
حتى شيكات على بياض قام المندوب بإمضائها ....
وكذلك تذاكر السفر المفتوحة تم رميها على طاولة النقاش .....
حتى حارة الغير قام بــذكرهـا المندوب ....

تلك الحارة التي تحوي على فتيات هن الملوك في الجمال .....
والجمال مُشــتق منهن .....
حتى ليكاد أن ترى مجرى دمائهن على سواعدهن من شدة البياض ....

هنا إستشاط غضبا المندوب بعد أن باء بالفشل ....
وقال جملته الأخيرة :
إن لم ترضى بأحد الحلول سأقتل موزه وسعيد ....

.......................................
هنا إزدادت عينا محترم جحوظا .....
وإحمرتا إحمرارا كإحمرار جمرة رأس زغلول .....
وقام من على الكرسي يصرخ بأعلى صوته ومتجها نحو المخرج ....

إتركني يا أبي
إتركني يا أبي

والنادل كالعادة لا يكترث بمثل هذه الأمور .....
فقط يحاول أن يتقن عمله ويلمع الزجاجات جيدا ....

خرج محترم قليلا ثم عاد سريعا ....
أبتاه حتى لو أحضرت فتاة تعادل في جمالها 100 مرة جمال شربوفا أو كرينا كبور ....
فلن أعدل عن حبي لموزه ....
وقبل أن يخرج ، سحب إحدى الزجاجات التى كانت بيد النادل ....

ولسان حال المندوب يقول ماذا دهاك يا إبني الوحيد .....


بعدها سمع صياح إطارات ....
متبوعا بسقوط عنيف .....
أعقبه تدحرج قارورة قبل أن تنكسر .....

المندوب لم يستوعب الأحداث وسرعة تراكمها ....
محترم - سعيد - موزة - الراشدي - العروض في الحانة - الحادث ثم وفاة محترم ....

في سبلة العزاء .....
أتباع المندوب ، قوم الراشدي وآخرين .....
يحاولوا يواسيوا المندوب بأن محترم شهيد .....
والحين يسبح في أنهار الجنة .....

عقل المندوب مشغول بالراعي سعيد ....
عندها قال : يــا من أفقدتـني فلذة كبدي سأفقدك كبدك ....

نـعم لـقد رأيتـها .... إنهـا مريــم

بــعد أن أمســكت بــ المنـديل ....
وتـأكدت بــأنه يــعود لــ مريم الأصيــل ....
وكـانت قــد إســتقطعــته من ثوبهـا الطـويل ....
لــ تخلق منه تحفــة ذو منظــر جميـــل ....

قــادني عـطر المنـديل إلى عــالم آخر ....
شـريط ذكـريـاتي بـالتحرك مسـتمر ....
وكـأني أرى الأحداث أمامي داخــل كرة ســاحر ....
هــا أنـا أمــد يدي المحمــلة بــ قارورة العطـر لأهـديهــا لهـا ....

تبتــسم وكــأن شــعاع أبيـض من فيهـا قـد إنطــلق ....
لــ يخرج من الكــرة ويصيــب عيني ....
وحينهــا إنتبهــت بــأنني قـد إرتكــزت في مكـاني بـعد أن إلتقطــت المنديل ....
وتعـب الحـصان من الإصـطلاب تحـت شـمس ذاك اليوم ....

تحــركـت لأعـود إلى أدراجي ....
لأجمــع مـا أحتــاج إليـه ....
فــأخذت زادي و عتــادي ....
مرددا إحفظـني يا آلهي ....

دعــواك يـا أيهـا الجـواد الصـالح ....
فــأنا بحــاجة لــ دعوتـك في هذا اليوم أكثر من ذي قبــل ....
وإبتـسم ....
إبتســامة أحدثــت في جسمـي بلبلة ....
وبـلا وعي ، ضــربته بقـدمي فــ أسرع الخُطى ....

تمـهل أيهـا الطيب ....
فــلا داعي لأن تســابق الريح والريح خلفـنا ....
تمهــل رجـوتك ، فــ هواء قلبي هنـاك يُخـالف هـواك ....
عندهـا أدمعـت عين الحصـان و أدمـت قلبي الحزين ....

توقـفَ ، وتــرجلت عن ظهـره ....
وأمسـح دموعـه ، وأخذت معه عـهد بــأن أطــلق ســراحـة عنـدمـا ألتقي بهـا ....
عندهــا قال لي ...
لم تكـن تلك دمـوع بكـاء وإنمـا دموع لتـطهير العين من الغبـار المتـطاير ....
وعندهــا ضــحكنــا معـا ....
لــ نواصــل المســير بــروح ملؤهــا الأمـل والتفـاؤل ....

أظلمــت الدنيـا عليــنا ....
بـعد أن قـطعنـا جُل الطــريق المؤدي إلى الغـابة ....
ليس الغيـوم من حجـبت نور الشـمس ....
بــل أغصــان الأشــجار والحشـائش من فعـلها ....

سبــحان الله
وكـأن مصــابيح معلقـة في الأجــواء ...
ذاك مـا يفــعله النـور المتســلل بين جنبـات الأغصــان ....
وكــأن سيمفـونيـة تُعــزف من بعيــد ....
تقــودهـا نســمات الريح و الميـاه المتســاقط ....

نـعم لـقد رأيتـها .... إنهـا مريــم

عندهــا إنطــلقت بالحصــان مثـل الســهم ....
أســابق الريـح و مخـلف الغــبار .....
وشــارد الذهـن ، عائش في الأحـلام ....
أردد بأعلى صـوتي ، ســألفها عند التلاق ....

وإذا بــ غصـن شـجرة يسـتقبلني ....
ضــربة بــ الرأس أهوتني صـريعا ....
وكــأن الرقيــب قـد قطــع فلمـا ....
لأفــقد خلالهــا وعيي ....

ماذا دهاك يازمان ....

أطرقت الباب ....
فوجدته مفتوحا ....
أطرقته ثلاثا ....
فإرتد لي صداه ....

ضربني الفضول ....
فإجتزت الباب ....
عجبي مما رأت مقلتي ....
فكلهن مدبرات ....

ضربت الأرض ثلاثا ....
لعلي ألفت الإنتباه ....
فأراهن مقبلات ....
ولكن هيهات ، لا حراك ....

تقدمت خطوتان للأمام ....
فإزداد معهن الإستفهام ....
ذاك على جنبه مستلقي ....
وبعضهن كأنهن في صلاة ....

إزددت لــلأمام خطوتان ....
أغِشاوة أصابت عيني ....
أم أتربة خيمت بالمكان ....
أم ماذا دهاك يازمان ....

ماذا أرى على ظهورهن ....
أحرف ، كلمات ، فلا تكاد تبين ....
جمل ، شعارات ، أتعبت العينين ....
ويحي ويحي ، نعـم هـن ....

فأطرقت رأسي ....
لتتساقط أدمعي ....
إنها مكتبتي ....
وماعليها كتبي ....
كستها الأتربتي ....

وداعــا مريــــــم .... و أهــلا نــور

وداعــا مريــــــم ....

نعم وداعــا مريم .... ولقد أٌســقطت آخر ورقـاتك لدي ....
لا أدري هـل سقـطت لــ وحدهـا أم أن هنـاك أمور خارج نـطاق المعهـود قــد تسـببت في إسقـاطهـا ....
أيا مريم ... لم يبـقى شيء يربـطنا سوى ذاك الدفتـر الصــغير الذي كنـا نجمـع به ذكريـاتنا ....

سأتلو لك بـعضا من ورقـاته .... لــعلي أرســم إبتســامة قبل رحيــلك ....

ألا تذكرين عندمـا التقيــنا أول مرة .... ذهبنـا معـا إلى حديقـة بــ وسـط دمشـق ....
كــانت جمــيع أوراق الأشــجار قــد تســاقطـت .... مُطـالـبةً بــ ثوب جديد يكســوها لاحقــا ....
اشتريـت حينهــا لك كـأس من الحليـب السـاخن .... لم نكن نمـلك سوى ثمن كـأس واحد ....
فــوضعنـا أيدينـا حول هذا الكـأس لــ نرحل ولو قليلا إلى عالم آخـر ... مستــمعين معـا لــ عزف الريح الجميــل ....

ألا تذكريـن بماذا نعتـتك تلك المـرأة التي أصـابها الغرور عندمـا رأتنـا معـا في الإسكندرية ....
عندمـا قالت بــأنك وإنك وإنك .... وبــ نهاية المطاف أضـافت .....
إنك لا تســتاهلين ذاك الشــخص الجـالس بــ جنبـك ....
فـأخبرتك بـأن تبتسمي فــقط لــ تموت قهـرا ....
فــ رأيت كيـف كـانت ردت فعلهــا عندمـا ابتسـمتي لهـا لأنك تجاهلتي ما وصـفتك به ....


ألا تذكــرين عندمـا حملـتك على ظهـري عندمـا كنا نتـزلج على الجليــد في تركيـا بقرية قريبـة من مدينة بورصة ...
يومـها كنـا نتسـابق من يصـل إلى الأسـفل سريـعا .... فـاختل توازنك في منتـصف الطريق و سـقطت .....
المنظر كاد يقتلـني من الضـحك ولـكني أمســكت نفسي حتى لا أغضبـك ....
كنت أحتفظ بــ إبتســامتي إن رأيت أنني ســأبتسم من دونك ....

هذه مجـرد رؤوس أقلام لــ خمس صفحـات من مذكراتـنا من أصــل الــ 235 صفحـة ...
صفحـات لو لم أخشى المولى لــ غلفتهــا بــ طبقة من الذهب .... لــ تعلمي بــأنك غير عن كـل البشــر ....

وداعـــا يــا أيتهــا العشـيقة ....
وداعـا وكلي أمــل بــأن تســعدي بــ من ترينه ســيرسم لك الإبتسـامة على وجهـك الجميـــل ....
إبتســامة طـويلة الأمـد .....
..............................................

أهــلا نور ....

حتى لا أجعــلكم مُشــتتي الأفــكار ... لابــد من إخبـار بــعض أهــل الدار .... دار الصبيــة و دار الطفــلة نــور ....
إنهــا نور فتـاة أمَـور .... نور التي عندهـا بضع شهور .... إليكم قصــة لـقائي بهــا ....

كنت ذات صيــف حارق .... في زيـارة لأحد الإخوان .... جائت عيني على طفـلة صغيــرة ....
حمـلتهـا بين ذراعي .... داعبتهــا قليلا .... بالرغـم من حرارة الجو إلا إنني شــعرت بــ برودة غريبـة ....
نــور إرتسـم على ثغرهــا الصـغير إبتسـامة جميــلة .... ســرقت عقلي ولا زلت أفـكر بــ تلك الإبتسـامة ....
شــككت بـأنهـا سـاحرة لأنهـا سلبت فكري و ذاتي ....
ولكـني أيقنت بــأنهـا صغيرة لا تعرف الفرق بين الألف والبـاء .... فمـا بالي بــ علم البُـلهاء ...

حقيـقة لا تزال تلك الإبتسـامة كـأنهـا بذرة قد غُرسـت على قلبي ....
بــذرة تحـاول أن تضـع جذورهـا لــ تحجز لهـا عن مكـان في قلبي ....
مكـان تـثبت فيـه لــ تتمكن من النهوض بــ قوة ومن دون أن تهـزهــا نسـمة هواء أو إعصـار كبير ....

أيقنت حينهـا بــأنني أحمـق إن لم أدع هذه النبتـة تنـمو على قلبي ....
فــأنا لا أزال إبن الــ رابعة عشر ربيـعـا وكمين شهر .... وهي لا تزال إبنت الأشـهر الأولى ....
فلمـاذا لا أمهـد الطـريق بيننــا .... فعنــدمـا تصــبح هي إبنت الــ سادس عشـر .... أكون أنا إبن الثلاثيـن وكميـن شـهر ....
نــور أمنيـــة أتمناهــا ولــكن خـوفي من الغـــد المجهــول ....
فـــ ربمــا أجدهــا قد حُجــزت لإبن عمهــا أو إبن خـالتهــا أو شيئـا من المعمـول ....

لا أقول إلا رُبمــــا .... ختـاما هذا هو حـالي ....

بين مطــرقة العشــيقة مريم وسنـدان الحــلم بــ نــور ...

حقيـقة " مريم " التي إدعى الأمير أرنيم أنهـا تركتــه ....

إليـكم قصـة السيدة " مريم" ...

ذات يوم ممـطر ... مطـر ينهمـر بلا تـوقف ....
رأيت امرأة جـالسـة أمام بوابة أحد البيوت القـديمة ....

أتت عيني على عينهـا ...
رأيت الماء قد لـعب بخـصلات شعرهـا الأشــقر ....
وألغى تلك الشخبـطات التي كانت تضعهـا على وجهـها .... فـظهرت امرأة جميـلة لا يضـاهيها أي جمـال ....

لا زلت أحدق فيهـا .... ولسـان حالهـا يقول أنا التي أشاع أخبـارهـا الأمير ....

اقتربت منهـا بـهدوء ... مـدت يدهـا لأسـاعدهـا على الوقوف بـعد أن أثقلهـا المطـر المتـساقط .... لم أحس بملمـس يـدها .... وكــأن يدي تلامس الهواء ....

قالت لي : لا تحـكم علي بـعد أن سـمعت منه... استـمع إلي وبـعدهـا أصدر حُكمـك .... فـأنت يـا من عُـرفت بـالحكمة .... وبمـن يضـع النقـاط على الحـروف ...

لم أعرف أن أفرق بين الدموع المنهمـرة من عينيهـا الجميـلتيـن وبين حبيبـات المطر المتسـاقطة من خصـلات شعرهـا ....
تبكي بـحرقـة بعـد أن تركـها الأميـر .... قالت
كيف تريدني أن أستمـر مع ذاك الفارس الذي أتـاني في بداية الأمر بـ حصـانه الأبيض ....
أتاني كـ ملاك ... شجـاع ... كريم ... وحكيـم ...

رسـم الحيـاة أمامي ... و جعلـني أعيش في حيـاة ورديـة .... لم أحلم حتى أن أراهـا بــ الأحلام ... أحســست أنه وضـع الحيـاة على كفي ....
وعـدني وعـودا كثـيرة ....
بيت كبير .... ليس بـكبر القصـر وليس بصـغر الكوخ ....
وسط أرض مفروشـه بـسجاد أخضـر .... يتوســطه بركـة جميـلة .... تقـف حواليها طيـور البجع الجميـلة ....
وفي المسـاء ترى اللؤلؤ الساقط مع ضوء القمـر .... تجد البركـة وكـأنها بركة من الزئبق .... تتـراقص موجـات البركـة على نغمـات الهواء العـليل .... تُشـعرك وكـانك في عالم آخر ....

أردت أن أقاطعهــا ... فـقالت لا زالت هنـاك الكثـير من العهـود التي ألقاها أمامي ....
ولـكن حين طلبـت منه أن يـُعجـل بـتلك العهـود .... تفـاجـأت بـأن عمه لم يوافق على تنفيـذ تلك العهـود ....
شممـت خبرا من بعيـد .... يـقول بــأن لدى عمه ابنـة يـرديهـا أن تــكون عروسـا لأرنيم ....

حينهـا قررت أن أخـرج من حيـاته بهـدوء .... لم أشــاء أن أخلـق المشـاكل بينه و بين أهـله ...
لا أريد أن أكون أنانية ... لم أشـأ أن أستـحوذ على سـعادته لـ نفسي وأحـرم أهله منهـا ....

قـررت أن أرحـل من تلك الديـار ....
رحـلت وقـد نحـتُ على جـذع شـجرة الصبـار ....
بــأني لن أنسى الأمير مهمـا صـار ....
هذه قصــتي بــاختصـار ....
عندمـا وجـدتي أمام ذاك الدار ....

تمـر الأيـام والسـنون .... أفتـح لهـا قلبي الحـنون ....
مـا لم يتمـكن أرنيم من تحقيـقه لهــا .... جعـلته ملموس في حيـاتها ....

كل شيء كان ممكـنا .... إلا رسم الابتسـامة على ثغرهـا الجميــل ....
حـاولت وحـاولت مرارا وتـكرارا حتى مللت إعادة الفعيـل ....
ملل قد قـادني إلى احتســاء النبيــذ ...
لم أجد من يشــاركني السـعادة ... حتى لو بـابتسـامة مصطـنعة ....
أرى في عينيهـا صـورة أرنيم .... حتى في هذيانهـا يـتكرر الأمير....
آه يا عزيزتي مريم ....

يـعز علي فراقـك ....
ولـكن عزاي أني تمكـنت من فراق النبيــذ .... تمكـنت من إعادة لك صـحتك المفقـودة بــتوفيق من الخالق ....
إن كـانت عودتـك للأميـر سـتعيد لك إشراقة مبسمك الجميــل ....
فـاذهبي على بـركة الجليـل ....
ولـيعلم الأمير .... بــأني لم ألمس مريم ذات يوم ....
وذاك الفتى الذي رأيتــه ... لم يـكن سوى أخي الصـغير ....
أملي الوحيـد يـا مريم بــأن لا تنسين شخـص سيــظل يعزك مدى الحيـاة ....

واسمح لي يا أميري بـأن أقول جملتي الأخيـرة ....
" لا حسنــاء بـعدك يــا مريم "

أوراق مُـبـــعثرة .....

في صبــاح مشــمس كــالعـادة .... لملمــت أوراقي و هممــت بــالخروج من داري ....
ومن بعيــد .... لمحـت تجمــع غريب .... أصــابني الفضــول في معــرفة مــا يدور ....
فــ قررت المســير .... وقبــل الوصــول صــادفــت بعض من الورق المتنــاثر على جنبـات الطريق ....
أخــذت ورقــة واحدة ... فــوجدت خُط فيهــا كلمــات تقول ....

عندمــا إستجمعــت قواي لأمســك بــ القلم ....
ترددت فيمــاذا ســأكتب ....
وحينهــا تذكرت أن لدي أبنــاء ....
فــرميت بــ القلم و هجــرت الورق ....

أعجبتــني هذه الكلمــات .... فقــررت أن أخذ غيــرهــا ....
فــ إلتقطت آخرى .... فــإذا بهــا كلمــات تقــول ....

أنت
أيهــا الرافض للــتغير ...
إنظـر إلى الشجر كيــف يغــير فســتانه الأخضــر ....
و إلى الأفعى كيف تــغير جلدهــا الأملس .....
وإلى الحربــاء كيف تغيــر لونهــا الجميــل ....
فلمــاذ تصــر على عدم التغيــر ....

عندهــا شاهــدت خلف هذا التجمــع ....
شخص قد قــُيدت معصمـاه .... و مُـنع من الكــلام ....
بعد أن حــاول الــوقوف أمام النظــام .... عندهــا تذكرت سبــارتاكوس وما آل إليه ....
فقـررت الإنســحاب بكل هدوء ....

يا ذئب ... إني غــريق فلا خــوف على غرقي .....

.................................................. ....
يا ذئب ... إني غــريق فلا خــوف على غرقي .....
ســأرحـل عنك بعيــدا جهــة الشــرقي ....
فلا هـَمك يلاحقــني ولا ظلــك يتبــعني ....
.................................................. ....

ذات صبـاح ... كان أحد الأصحــاب مع والده يتمشى ....
وكان حينهــا سيصــل لســن الــ 14 سنـة بعــد بضــعة أشــهر ...
فمــرا بالــقرب من بنــاء ضــخم .... وحقيــقة كــان ســد ...
ولفــرط جهـله كانت كلمــتا جســر و ســد تلخبـطان عليه ...

فمــرة يرى الســد ويقــول هذا جســر ... ومــرة يرى الجــسر ويقول هذا ســد ...

عمومــا ... ســأله والدي مــا هذا ....
فتـلعثم وقــال جــــــ ــســـ ـــــد .... بصــوت منخفــض .... لا هو جسر ولا هو سد ...
بحيــث جعــل والده يشــكك في ســلامة ســمعه .... مسكينٌ أنت أيها الوالد ....

وعن حــد يقــول عنه إنه مــاكر ....


.................................................. ....
يا ذئب ... إني ميــت فلا خــوف على جــرحي .....
أتعبــت نفسـي في هواهــا دون كــدحي ....
فرضــيت بالدون والهوان ولم أستــحي ....
.................................................. ....

ذات مســاء ....نفس الشخص كان عنـد أحد أصــدقائه ....
وكان حينهــا قد وصــل لســن الــ 14 سنـة ومعهــا بضــعة أشــهر ...
فجــاء أخو صــديقه وإسمـه محمــود وعنده أخ آخــر إسمــه حمــود ....
فلم يكــن يمييز بين الأخوين بالرغــم من أنهــم غير توأمين ....

عمومــا .... أصبح في ورطـه ... تو ويش أيقوله يوم يصــافحــه ....
فمــا لقى بــد من أن يقول مـــ حــمود .... يعني نطق الميم بــصوت صغيــر .... و حمود بــصوت مســموع .... وقال يا تخيــب يا تصــيب ....

وعن حــد يقــول عنه إنه عيار ....

.................................................. ....

فعــلها ذلك المعــلم الجبــان ....

ذات مساء ملبد بالغيوم .... سحب تحجب ضوء القمر الساطع ....
ذلك الضوء الذي لطالما نافس الفضة في لونه .... كأنه حبيبات من اللؤلؤ المتراص فوق بعضه ....
جائني ودمع عينيه ينهمر .... جاء يجهش بالبكاء فأحرق قلبي حزنا عليه ....

قال لي : لقد طردني أبي من البيت !!
فأجبته : محال أن يفعل ذلك أبوك !!
فرد علي : أتراني أصطنع البكاء أم لا أصدقك الكلام !!
فأجبته : حاشاك يا صاحبي ، ولكن أستبعد والدك الفاهم والعاقل والمتعلم والمعلم والملتزم بدينه أن يطرد قرة عينه وفلذة كبده !!
فقال : نعم فعلها ، والسبب من ذاك المعلم الجبان ....
سأحكي لك قصتي :
فبالأمس كانت لدينا حفلة في مدرستنا الإعدادية .... وأثناء الحفل قرر ذلك المعلم الجبان أن يقوم بتصوير الحفل من سطح أحد الفصول .... وياليته لم يصعد السطح ....
فقد وجدني أرتكب المعصية .... فبدل أن يقوم بتصوير الحفل قام بتصويري ....
ولأن والدي المعلم بتلك المدرسة والمعروف بخلقه الرفيع .... وهذا المعلم الجبان موصوف بسوء خلقه ....
قام ذلك المعلم الجبان بعرض الفلم على المعلمين وأمام عيني والدي ....
لم يكن يطمح للإصلاح بقدر همه تدمير سمعة والدي ....

وبعدها إستمر يبكي بحرقة ....
وظهرت علي ملامح الدهشة والحزن والغضب في نفس الوقت ....
وقال لي : لم يعد هناك بيت يأويني سوى بيت جدي الطاعن في السن .... سأعيش هناك فترة وجيزة .... وبعدها سأرحل خارج المدينة ....
فقلت له : تريث يا صاحبي ، لعلي أساعدك على إعادة ترتيب الأمور إلى سابق عهدها ....
فقال لي : الزجاج المكسور لا ينجبــر .... وسمــعة والدي تــلطــخت وإن كــان السبب أنــا ولكــن يظــل المسبب الأول والأخيــر هــو ذلك المــلم الجبـان .....
ربمــا ســأغيب فتــرة ليســت بالقصــيرة .... لــعلي أرجــع لقــريتي وأجــد أهــلها قــد تـناسوا غلــطتي .....
وبــعدهــا رحــل ....

مجــرد هذيـان مــع وجــود بعض النــقاط .....

_____________________
قالت لي مشعلت الأنوار
إني مُـثقلة الهموم والأكدار
إني زهرة ولا كل الأزهار
زهرة ثذبُـل ولا تعطي الثمار
إني كبلدة جميلة أصابها إعصار
فلم يعد بها أمن ولا إعمار.....

فقلت لها أهذا من كثرة الأسفار
أم شوقا لمن سكن الديار....

فقالت لا أسفار ولا بُـعد الأمصار
وإنما في قلبي حَـرة ونار ....

فقلت لها : بَـرد قلبك الجبار
فهاتي ما عندك من أسرار
لعل الرزاق يُـلهمني بالأفكار
لتصبحي من بعدها من الأحرار
وتغردي أروع الأشعار
كما تغرد الطيور بعد هطول الأمطار ....

فقالت : لا أسرار ولا أعذار
ولا حتى اختراع ولا ابتكار
وإنما اقتراب موعد ميلاد عدو الأشرار
ولا أملك الواحد وأمامه الأصفار
لأشتري لحبيبي أفضل تذكار ....

فقاطعتها كما تقطع الخشب المنشار
وقلت لها : أترين تلك الجبال وما بها من أحجار
لو كانت ذهبا أو ألماسا أو حتى نقود في قطار
لرفضتها واكتفيت ببعض من الأدعية والأذكار
بتمام الصحة والعافية طول الأعمار
لي ولكِ يا روحي ولكل الأخيار ...
_____________________

إليــك يــا من تــدعي إنــك تبــحث عنــي .....

أيـهــا المدعي بالــبحث عني ....
أنا لســـت من الزعمــاء .....

إنمــا أنــا فقــير .....
قــد تجــدني مــنتــعلا للــحذاء ....

أنت أعــلم بــحالي .....
كيف تــكون بالصيــف والــشتاء .....

فــلا تــدعي بالــجهــل ....
يـا من يــطلب البقــاء .....
والعيــش بلا عنــاء ....

ظــنك إنني ســأنحني ....
في زمــن كثــر فيــه الإنحـــاء .....
كثــر فيـه البكـاء .....
من أجــل ملىء الإنــاء ....

لا وربــي ، لن أكــون كــالبغــبغاء .....
فــأنـا وأنت نعيــش تحــت السمــاء .....
ونســتنــشق نفس الهــواء .....

فــأطــلب من ربي أن يبــعد عني الكبــريــاء ....
وأن يرفـــع عني الداء .....
طــالمــا إرتــفعــت أســعار الــدواء ...

أنــا متردد .... هــل أخبركم بقــصتي أم لا .......

سلامي سلام حار .... وللنبي أفضل سلام ....
قصتي بها كثير من الكلام ....
أخاف إن قلتها يجلس أهل القيام ....
ويصحوا من على السرير نيام ....
وتمتلي الشوارع بالزحام ....
من كل أصناف وأشكال الأنام ....

فقد يسمعني سامع بإهتمام ....
ويظهر إستحسانه بإحترام ....

ومن لا يسمعني يبدأ بالإتهام ....
ويصنف كلامي بالحلال أو الحرام ....

وقد أرى من يرفع الحسام ....
مصرا على الإحتدام ....
من غير رادع ولا حتى إحتشام ....

فلن أتقدم وقتها للأمام ....
ولن يصلني ماء ولا طعام ....
فقط سأظفر بالخصام ....
وأكون من أصحاب غير النظام ....

وعليه .... قررت الإنعطاف .... لنهاية المطاف .... وعدم ذكر قصتي بالكلام ....
فأسألك يالله بحسن الختام ....

مشــتت الأفكــــــــــار

من بعيد ، ومن وسط تلك التجمعات
حيث ترتفع الأصوات
لا أقول كالحيوانات
ولكن حيث تكثر المُضايقات
من كل الإتجاهات
الكل يسأل أين الإثباتات
وأين المؤهلات
من أجل وظيفة تجلب الملذات
لا أحد يسأل هل أنت عبدالله أم عبد اللات
أم هل تقيم الصلوات
أو تعتبر من الأموات
هيهات هيهات هيهات .....

لقد آن لي أن أتخذ القرارات
وأن أقطع السفرات
وأن لا أنظر كثيرا إلى السماوات
خوفا من كثرة المداهمات
في زمن يكثر به التساؤلات
وحتى لا يقطع والدي الإمدادات
وأعيش عيش النزوات ....

أبي هذه هي الكلمات
أو سمها مفردات
لم تسعفني لأكون أروع العبارات
أمنيتي أن تشملني بالدعوات
لعلي أسكن إحدى الجنات
مع أجمل الفتيات .......

من يــأخذ بيــدي إلى طريــق الأحــرار .....

من يــأخذ بيــدي إلى طريــق الأحــرار .....
حيــث :
تخــرج الكلمـــات من الثــغور ....
تــعدو عــدو النمـــور ....
ولــكن تــظل تحــلق الصــقور ....


من يــأخذ بيــدي إلى طريــق الأحــرار .....
حيــث :
لا خشــب لتــضرم النــار ....
وينــهش اللحــم بلا منــقار ....
ولــكن يســتمر الغيم محمــلا بالأمطــار ....


من يــأخذ بيــدي إلى طريــق الأحــرار .....
حيــث :
الحــمل يصــنع الأخــطار ....
والعصــفور يخــلق الإعصــار ....
والنمـــلة تحــجز الأنهــار .....
ولكــن يكــره الطفــل أن يولي الأدبــار .....


من يــأخذ بيــدي إلى طريــق الأحــرار .....
حيــث :
أســود بقــلوب كــالأحجــار ....
ولبــوات ســيئات الأفكــار ....
ولكــن تتــواصــل الدعــوات للقــهار ....
بــأن يوقض الثــوار ....

ويقضــي على الفجــار ....
حــتى أجــد الأحــرار ....

والســـلام خيـــــــر خـــتام ....

كنا مع بعض .... فأصبحت وحيدا

كنا مع بعض
بعد أن أسمعتني شفتاه
أعذب الكلمات ...
وقفت حائرا مسحورا
من روعة المفردات ...

أصبحت وحيدا
أصبحت عديم الإحساس
بعد أن خسرت الجولات ...
ما عدت قادرا على السير
بعد أن فقدت الصولات ...
على نهرها رمتني
وأرغمتني صعود الشلالات ...

لاحقا
على بساط الأحرف
رقصت أناملي ...
مخرجة بلحن خفيف
أطرب عاشقتي ...
أذهلتها أسلحة العزف
مهملة عازفي ...
فظللت في حيرة لا أعرف
أتراها عشقتني ...
أم عشقت أحرفي ...

ختاما
لا زلــت هــائمــا
أبحث عن طــوق نجــاة ...
ربمــا أصبح غريقــا
بعـد أن أفقــد الحياة ...

قصة اللقاء مع أحد الأصدقاء ، ولكن ....

يقول المثل
( إضرب العيش وهو ساخن )

بعد أخذ وعطا بين عقلي وعاطفتي ... قررت لقاء بعض الأصدقاء الحلوين ... كانت الساعة تقترب من الخامسة عصرا ....

فقلت هل أتصل به أم أجعله يهنأ بنومته بعد أن قضى صبحه في عمله .... بعدها قررت أن أتصل به بعد نصف ساعة ...

ولكن لم يرد على مكالمتي .... وبعد أن فقدت الأمل بلقائه .... أرسلت له بهذه الرسالة .... لعله يرق قلبه بحالي ....

أسعدك الله ياصاح
قد كنت على يقين بأن هلال العيد لايرى إلا بالسنة مرتان
فما بالي بهلالكم
أظنه صعب المنال

وأرسلت بعدها إلى حبيب ألبي .... وصاحب دربي .... وأنيس وحدتي ....

ومن يقف معي عند كربتي .... ليأخذ بيدي من بوابه الحزن إلى بوابة السعادة ....

إنه الذئب ....

أرسلت له هذه الرسالة .... أشكوا له عن وضعي الذي لا يسر عدو فكيف بصديق .... فقلت

ذهبت حاملا إلى شيخي بوردة
لعلي أجد عنده المودة
ويعيش بعدها بالي يوم سعده
كأني حاربت مسيلمة في الردة
ولعدم وجود شيخي بعرينه
عدت لداري بلا عزيمة

فرد علي الذئب برد أثلج صدري .... ونفس عني كربتي .... و أذهب عني أرقي ....

فقال

ابن عمي لو استبدلوك بخيرات الأرض قاطبة لا أبدلك ....‏‏
ابن عمي أنت أنسي وسعدي وجنتي في دنياي ....
وعدتي لآخرتي ....
أنت لي كالورد بل وأجمل ....
كالماء بل وأنقى ....
كالعسل بل وأحلى ....

وبعدها إتصل بي يواسيني .... ويمدني ببعض من الأمل ....

ويقول إعذر حبيبك وإصطنع له العذر إن لم تجد له عذر ....

لا تستعجل في إصدار الحكم عليه .... فأنت تريد وهو يريد والله يفعل مايريد ....

والغائب عذره معه ....
فإستطعت أن أنام بعدها قرير العين .... مرتاح البال ....

شاكرا الله على كل حال ...

نقــيق الضــفادع ....

قــبل وصــول الشــمس إلى كبــد الســماء ......

لــم تــكن هنــاك أي ســحابة عــابرة .....

ومــا أن مــالت جهــت الغــروب .....

رأيــت الأفــق ملــبد بالغــيوم .....

لا أدري ....
هــل الغــيوم حــجبت أشـعة الشــمس ....

أم

أن الشـــمس رحــلـت خــلف الغــيوم ....
أم

أن عينـــي لا يــرى الــنور .....



أســقطت هــذا الـحوار ....

كمــا تســقط الــسحب المــطــر ....

جعــلته يجــري مجــرى الممــر ....

لــيصــل حــيث للــضـفادع مقــر ....

حــاولــت أتــبع الأثــر ....

حــتى ظــل الــبصــر ....

فــسمعــت نقــيق الــضــفادع كشــخـص مفــتر ....


وهــناك ... حــيث مجــتمع الــضــفادع ....

مجــتمع عظــيم .... شــعاره الــنقيق ....

ولا غــر الــنقــيق .....

ضــفدع كبيــر عــلى حــساب ضــفدع صــغير ....

هــذا طــالع ..... وهــذا مغــادر ....

وذاك فــوق المــاء وآخــر في قــعــره .....
لا يهــم ... فــالأهــم هــو النقــيق .....



إقــتل .... شـــرد .... دمــر ... إركــل ....

إمشــي فــوق الضــفدع ....

ســيضــل النقــيق مثــل المــدفــع .....

طــالمــا كــل ضــفدع عــلى يقــين ....

بــأن التفــاهـم والحــوار لا يــأتي إلا بالــنقيق ......

هكـــذا نحــن جــل الرجــال ....

....................................

آه إذا عجزت عن الكلام ...
فكيف يكون التقدم للأمام ...

مر يوم ... مر شهر ... مر عام ...
والساعة تمر بإنتظام ...

إلا أنا ... لم أعرف حتى متى يكون المنام ...
لم أعرف أن النور يأتي بعد الظلام ...

وذات مساء ...
وقفت أمامها من أجل السلام ...
هادفا هد حصون كبريائها ولقلبها إقتحام ...

لم تكن غلطتي ...
ولكن ...
قد ظهر فجأة ناشر الخصام ...
ظهر من سلب عنا لذة الطعام ...
ومن كان قاتل بيــاض الحمام ...

ولكن ...
هكذا نحن جل الرجال ...
لا نحكم عاطفتنا من أجل الإنتقام ...
ولكن ...
نحكم قلوبنا من أجل الوئام ...
من أجل البعد عن الإتهام ...
وجعل السعادة طريق الأمام ...

فدعيني بين كفيك أنام ...
بعيدا عن سواد وكوابيس الأحلام ...
وقريبا من عينيك وهواك ...
حتى تبردي على قلبي المتيم في سماك ...
........................................

قصة بلا عنـــوان

في إحدى القرون الغابرة
وبعد أن كان العالم يسوده الدvوليــة والعنصرية
تحت قيادة محـــترم الحكيمة
والكل يشيد بهذه القيادة
ودائمــا الزين ما يكمل
حيث ظهر المتمرد الأكبر
ظهر متايوس
وبدأ يحرض الشعب على الإنقلاب ضد محـــترم
( فإستخف قومه ، فأطاعوه )
ورغبة من شعب محـــترم في التغير
أطاعوا متايوس
وأصبحوا الأداة التي يتلاعب بها المتمرد متايوس
وفجأة .....


---------------------------------------------
فاصل أدبي وراجعين لكم :
يقول أحمد مطر في قصيدة قصيرة جدا ، ولكنها تحمل الكثير من المعاني ، وهي بعنوان ( مشاتمه )
قال صبي للحمــار :
يا غبي
فقال الحمــار للصبي :
يا عربي
نهاية الفاصل الأدبي
نستكمــل القصة الشيقة :
---------------------------------------------

وفجأة .....
وصلت الأخبار الى الحاكم محـــترم
وبقيادة الصريحة والواضحة ، أعلان أنه سيعطي الأمان إلى متايوس
بشرط أن يخبره بما يريد
وإذا أراد الحرب ، فيجب أن يبارز محـــترم وجها لوجه ، ولا داعي بأن يعرض الشعب المسكين للحرب والدمار من أجل مصالح الكبار.
فوافق متايوس على مبارزة محـــترم ، وتم الإتفاق على مكان المبارزة وهو ساحة ليبارا
وتمت المبارزة ، وكانت الغلبة واضحة من البداية
حيث إنتصر محـــترم وقتل على أثرهــا المتمرد متايوس
لأن متايوس كان ينادي بالديمقراطية ولا للعنصرية
وهذه الأشياء كانت تعتبر بعيدة المنال في ذلك العهد
ولأن الحاكم محـــترم كان يهمه الواقع ، وليس أقوال دون أفعال
وهكذا إستمر الحاكم محـــترم يحكم العالم في تلك الحقبة وتحت سيادة الدvوليــة والعنصرية