الأحد، 30 يونيو 2019

في ذكرى ميلادي..



حين يغلق "حُزيّران" بابِه ، اكون قد اغلقت عاماً آخر في حياتي ،  لتكون افتتاحية  "تموز" هو الباب الموصل لعامٍ جديد..

هـَأنَـذا أسقط عاماً آخر من حياتي كشجرةٍ أسقطت غصنها بعد أن افرغت كل أوراقه  .. لم يكن بـ اختياري إنما هو قدري  ..  لكنني - كــحال كل عام - أتساءل : اتراه قد زاد فيني شيئاً ؟ او لعمري زاد رقماً  ؟ اوصحةٍ تتلاشى !.. وكم من غصنٍ باقٍ لم يتهاوى ؟..

عامٌ قد انقضى.. ماذا عساي ان اقول عنه .. عامٌ شهد الكثير من الانكسارات والمنعطفات  .. ولكنها  لا تعادل الا صِفراً أمام ما حل لعمي..
انقضت أكثر من أربعة أشهر على رحيله.. ولا أعلم - حقيقةً - هل اعتدتُ على غيابه، فـغاب الحزن عني ؟ ام جُرح الفِراق قد إلتأم، فما عدت ألمسه، فنسيته  ؟..
كل الذي اعرف أنني اذكره في صلاتي و وحدتي  .. و صورته لا تغيب عني .. فما ابتسامته بالتي تنسى ..

منذ يومين..
أخبرتني امي بأن ابي قد سمع اخيه يناديه "خليفة" من خلف السور .. فقد اعتادا كل صباحٍ على اللقاء منذ أن تقاعدا قبل أكثر من خمسة عشر سنة .. أراد أن يجيب، فكان الجواب دمعةٌ متمردة ثم صمت رهيب   .. فتمتم : سبحان الله، كأني سمعت "هلال" يناديني!!..

يا ابتي.. لـقد ناداك مثلما ناداك بالأمس وقبل الأمس وما قبله من ايام وسنين..
يا ابتي.. ان مسامعنا تضعف يوماً بعد يوم لكن  الأصوات تبقى منتشرة بيننا ..
يا ابتي.. نحن لا نملك الان جهازاً عجيباً شبيها ب المذياع لنختار اي صوتٍ نسمعه..
ثق يا ابي ان يوما ما سيأتي و سنستمع معا لاصوات الراحلين مجدداً..

أيها العابرون فوق الكلمات ..
لا اسئلكم تهنئةً.. بل مغفرة ..
لعلها تقربني إلى الله منزلةً ..