الأربعاء، 15 أبريل 2020

في حضرة ابي..


التاسعة الا ربع
لا تزال تهطل بغزارة.. وصوت الماء المندفع من ميزاب البيت قد تغيرت نغمته..
لا يختلف الصوت كثيراً عن صوت فيضان خزان سطحنا معلناً امتلاءه.. 
أصدر ابي قراره بأن نصلي في جماعة بـ مجلسنا..


أشارت الساعة إلى التاسعة 
ابي و انا وبقية الإخوان في المجلس.. 
اُقيمت الصلاة و كنا كالجنود خلف ابي..


يسترسل ابي بالتلاوة ظاناً نفسه "محمد أيوب".. 
وانا ادعو الله في سرّي بأن لا يطيل خشية ان يحتاج إلى تصحيح..
فـلا احفظ الا آخر خمس سور من جزء عمّ..


يستجيب ربي لدعوتي.. 
فالمروحة العتيقة  المعلقة على سقف مجلسنا..
والتي كانت تدور ببطئ.. 
بعد أن تركها اخي تدور في أقل المستويات، لا لأن الأجواء كانت حارة.. 
إنما لأجل تحريك الهواء الراكد بين الجدران الأربعة.. ولأجل طرد البعوض..

بدأت تصدر صياحا غريبا.. أصواتاً مزعجة لأبي، مُفرحة لي.. 
احد اخوتي، بدا يصدر صوتاً هو الآخر.. كان  يقاوم نفسه عن الضحك.. 
الضحكة كانت أقوى من أن يمسكها.. حاول أن يداري ضحكته بقحقحةٍ "مفتعلة".. 
لكن هيهات، فلم تجدِ نفعا..


ليعلن ابي حينها توقفه عن الصلاة.. 
وفي طرفة عين يتحول إلى "جون سينا" بعد أن كان "محمد أيوب".. 
وانا لم استوعب المشهد.. انما شاهدت اخي ممدداً بجوار قدمي..


وتأتي الأوامر الصارمة بإطفاء المروحة و إقامة الصلاة مجددا..
فخشعت الأصوات لأبي.. فلا يُسمع لنا الا همسا 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق