الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

وداعاً خالتي..

انطفات شمعة خالتي بعد سنواتٍ عجاف.. ستة أعوام من المعاناه لا يعلمها إلا الله وقلة قليلة من حولها .. ما كانت لتشكو حالها لأحد..

حين يسألها اخوها عن حالها، كانت تقول انها بخير وعافية.. انها "عثرانه" فقط ..


سنوات وانا أرى في حالها المتبدل منسجماً مع قوله تعالى : ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون.. إلى أن حانت ساعة رحيلها وقد غدى حجمها كصبيةٍ لم تبلغ العاشرة من العمر...


قبل عامٍ ونصف، حين كانت الاتصالات تحمل خبر رحيل عمي المفاجئ في ساعات الفجر الأولى .. كان البعض ممن وجد مكالمة لم يرد عليها حين صحى، يظن ان خالتي هي من رحل، ولم يدرك قول الإمام الشافعي :

فكم من صحيح مات من غير علة،،، وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر


كم كرهت اؤلئك الذين قالوا ان الموت راحة لها.. هل سمعوها تطلب الموت يوما.. أكنت مكلفاً - يا هذا - يوما برعايتها وهي طريحة الفراش لسنوات!.. ما بالك ترى الموت راحة لها وأنت لا تطلبه !، فمن هو العاقل الذي لا يطلب راحته!!..


تساءلت عن الحال قبل الممات، لو كان للإنسان حرية في اختيار نهايته، فهل سيختار موت الفجأة - وإن كان وقعه شديد على من حوله - ام كان  سيختار الموت بعد معاناة في الفراش لسنوات حتى يقول البعض ان الموت راحة له؟..


لا انكر انني ذرفت الدمع كثيراً حين رحل عمي، بخلاف رحيل خالتي!.. ايكون السبب هو تصنيفنا "الغبي" لمن يكون الموت قريبا منه ومن يكون بعيدا عنه!!..


 لا أقول إلا  : رحم الله تلك الوجوه.. فلقد اشتقنا لرؤيتها و ابتسامتها و بساطتها.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق