الجمعة، 23 يونيو 2017

الرسل ليسوا كبقية المجددين ..

يقول دوستويفسكي في روايته الجريمة والعقاب بالجزء الاول  - فيما معناه ومحاولا تلخيصه عن من يحمل افكاراً جديدة او من يتحدث بشيء جديد - ان كل المؤسسين والمشرعين في تاريخ الانسانية ، ولخير الانسانية ،  كانوا قتلة ، ولو لم يكونوا كذلك لما أمكنهم الإتيان بقانون جديد .. 
لا يمكنك التخلص من القوانين القديمة والتي كانت مقدسة من قبل المجتمع و موروثة عن الاقدميين دون هدرٍ للدماء .. كانوا وحوشا دمويين بالرغم من ان غاياتهم كانت نبيلةٍ لبناء الانسانية .. 
ولمن أتى او يأتي بشيء جديد كان صعباً عليه ان يرتقي بمحيطه من دون هدرٍ للدماء .. واشترط لكل هذا ان يبقى المجدد في بيئته وان لا يرحل عنها ..
ولأنه ان بقي في بيئته ، فانه سيكون مدمراً لاجل مستقبل افضل .. ومن يحمل مثل هذه المبادئ والأفكار الجديدة يكون شخصية نادرة وهو من فئة قليلة جداً بالمجتمع ،، لذلك فان سواد او غالبية أفراد المجتمع سيرفض مثل هذه الأفكار ويرفض امثال هؤلاء المجددين .. بل يصل الامر الى قتلهم بدعوى عدم أحقيتهم في كسر تقاليد الماضي ولا يحق لهم الإتيان بشيء جديد .. 
وفِي كل الحالتين ،، سيكون هناك هدراً للدماء ان بقي المجدد في بيئته ..
اما ان يُقتل او يَقْتُل ...

 لكننا لا يمكن ان نطبق ما قاله دوستويفسكي  على الرسل عليهم السلام .. فلو نظرنا الى المسيح عليه السلام .. الذي جاء بشيء جديد .. خارج عن عادات وتقاليد قومه .. لكن كان مصيره ان يُصلب .. لكن رسالته انتشرت و تم تعظيم المسيح وبناء اصناماً له ..

اما الحبيب المصطفى عليه السلام .. حين كان في مكة ،، نادى باشياء جديدة في مجتمعه .. رفضه غالبية المجتمع .. لكنه لم يقتل أحداً في بيئته .. إنما فضّل الهجرة الى المدينة بعيداً عن بيئته .. فكان لكلامه الجديدة وافكاره النيّرة اثر كبير بالمدينة ومن حولها .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق