السبت، 22 أبريل 2017

يوم كنا نذهب الى بهلا ب "بيك اب " ...



رحم الله تلك الأيام الخوالي .. حين كنا صغاراً ..
كنا نذهب الى بهلا بسيارة "بيك اب" ..
 دائماً كنا نتشاجر على حجز المقاعد المميزة في "الكرية او الكريل" - ( المقصورة الخارجية للسيارة) - ..

اذكر ذات مرة .. كنا عائدين من بهلا .. وبيد كل منا برتقالةٍ ..
وبالطريق كنا نُقشر البرتقال بأظافرنا  و لا نبالي بنظافتها ..
كانت متعتنا فقط ان نرى قشرة البرتقال تتطاير بالأجواء بفعل الهواء ..
كنا نستمتع بالمشهد و نشعر بنشوة الانتصار حين تبقى قشرة البرتقال محلقتاً لفترة طويلة و ترحل بعيدةً عنا ..

فجأة ومن دون سابق إنذار ..
توقف عمي بسيارته على جانب الطريق .. خرج من مقعده كصقرٍ  ينقض على فريسته ..
وبيد عمي "عصا طويلة" ..
عزف بها على أرجلنا و ركبنا عزفاً فاق به  كل سيمفونيات بيتهوفن ..
وانهى معزوفته ب "ابغى اشوف واحد منكم يعق شيء بالشارع !" ..

لم نكن نعلم حينها ان سائق السيارة التي كانت خلفنا ..
قد ارتدى فجأة زيّ المايسترو حين تجاوزنا بسيارته .. و أعطى لعمي إشارة البدء بالعزف ..

واصل عمي رحلته الى نزوى بعد ان خاط أفواهنا بخيوط الصمت ..
فلقد تمت عملية الاغتيال بنجاح :) ..

على الهامش :
يُذكر ان أبناء عمي كانوا يصرخون قبل ان تصل عصا عمي اليهم ..
 في حين قررت ان اتحلى بالصبر ولا اصرخ .. وكانت النتيجة ان ٩٥٪‏ من الضربات كانت من نصيبي :( ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق