الأربعاء، 29 يوليو 2009

نـعم لـقد رأيتـها .... إنهـا مريــم

بــعد أن أمســكت بــ المنـديل ....
وتـأكدت بــأنه يــعود لــ مريم الأصيــل ....
وكـانت قــد إســتقطعــته من ثوبهـا الطـويل ....
لــ تخلق منه تحفــة ذو منظــر جميـــل ....

قــادني عـطر المنـديل إلى عــالم آخر ....
شـريط ذكـريـاتي بـالتحرك مسـتمر ....
وكـأني أرى الأحداث أمامي داخــل كرة ســاحر ....
هــا أنـا أمــد يدي المحمــلة بــ قارورة العطـر لأهـديهــا لهـا ....

تبتــسم وكــأن شــعاع أبيـض من فيهـا قـد إنطــلق ....
لــ يخرج من الكــرة ويصيــب عيني ....
وحينهــا إنتبهــت بــأنني قـد إرتكــزت في مكـاني بـعد أن إلتقطــت المنديل ....
وتعـب الحـصان من الإصـطلاب تحـت شـمس ذاك اليوم ....

تحــركـت لأعـود إلى أدراجي ....
لأجمــع مـا أحتــاج إليـه ....
فــأخذت زادي و عتــادي ....
مرددا إحفظـني يا آلهي ....

دعــواك يـا أيهـا الجـواد الصـالح ....
فــأنا بحــاجة لــ دعوتـك في هذا اليوم أكثر من ذي قبــل ....
وإبتـسم ....
إبتســامة أحدثــت في جسمـي بلبلة ....
وبـلا وعي ، ضــربته بقـدمي فــ أسرع الخُطى ....

تمـهل أيهـا الطيب ....
فــلا داعي لأن تســابق الريح والريح خلفـنا ....
تمهــل رجـوتك ، فــ هواء قلبي هنـاك يُخـالف هـواك ....
عندهـا أدمعـت عين الحصـان و أدمـت قلبي الحزين ....

توقـفَ ، وتــرجلت عن ظهـره ....
وأمسـح دموعـه ، وأخذت معه عـهد بــأن أطــلق ســراحـة عنـدمـا ألتقي بهـا ....
عندهــا قال لي ...
لم تكـن تلك دمـوع بكـاء وإنمـا دموع لتـطهير العين من الغبـار المتـطاير ....
وعندهــا ضــحكنــا معـا ....
لــ نواصــل المســير بــروح ملؤهــا الأمـل والتفـاؤل ....

أظلمــت الدنيـا عليــنا ....
بـعد أن قـطعنـا جُل الطــريق المؤدي إلى الغـابة ....
ليس الغيـوم من حجـبت نور الشـمس ....
بــل أغصــان الأشــجار والحشـائش من فعـلها ....

سبــحان الله
وكـأن مصــابيح معلقـة في الأجــواء ...
ذاك مـا يفــعله النـور المتســلل بين جنبـات الأغصــان ....
وكــأن سيمفـونيـة تُعــزف من بعيــد ....
تقــودهـا نســمات الريح و الميـاه المتســاقط ....

نـعم لـقد رأيتـها .... إنهـا مريــم

عندهــا إنطــلقت بالحصــان مثـل الســهم ....
أســابق الريـح و مخـلف الغــبار .....
وشــارد الذهـن ، عائش في الأحـلام ....
أردد بأعلى صـوتي ، ســألفها عند التلاق ....

وإذا بــ غصـن شـجرة يسـتقبلني ....
ضــربة بــ الرأس أهوتني صـريعا ....
وكــأن الرقيــب قـد قطــع فلمـا ....
لأفــقد خلالهــا وعيي ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق