الأربعاء، 29 يوليو 2009

حلم ... ولكن ...

إنها الجمعة
يستعد عيسى للذهاب إلى الجامع مبكرا كالعادة
يستحم
يتطيب
يلبس الثوب المكوي
ويرتدي " كمته " ....

يأكل حبيبات من التمر
يحتسي فنجان من القهوة
ينتعل حذاؤه
ويشحذ " همته " ....

أدى تحية المسجد
وأخرج مصحفه من جيبه
وتلى ماتيسر من آيي القرآن
قبل أن يصعد الخطيب إلى المنبر ....

هاهو الخطيب يبدأ خطبته
وعيسى في شغف للإنصات
فقد يكون الحديث هذا اليوم عن غزة ....
أو عن إحدى غزوات الرسول ضد اليهود ....
ولكن

" عباد الله ، إن الحلم صفة حميدة
وإن الكبر صفة ذميمة .... "هنا طأطأ عيسى برأسه ....
وشطح بفكره بعيدا ....

يصعد عيسى المنبر
ممسكا في كلتا يديه برزمتين من الأوراق
وقال بعد أن حمد المولى وصلى على نبية : ....
عباد الله ، في يدي اليسرى خطبة تتحدث عن الكذب والنفاق
خطبة قد سمعتها أكثر من 20 مرة
في كل عام لابد من إعادتها ....
خطبة مل السامعون منها ....
فيسهون أثناء الإستماع لها ....
بل وينعسون ....

لم أجد أعداد الكاذبين تتناقص ....
ولم أجد المنافقين في إنقراض ....
فلا بد أن بالخطبة أو بالخطيب
أو بنا أو سببا ما لعدم وصول النصيحة أوتقبلها
أو تغير المجتمع ....

وفي اليد الآخرى
خطبة تتحدث عن واقعنا الأليم
عن غرو أفغانستان
عن تنجيس المصحف الشريف
عن غزو العراق
عن الصور المشينة لسيد العباد
عن الإجتياح الغاشم للبنان
عن الإرهاب الدنيء الذي أصاب غزة
وعن وعن وعن ....

" من هنا يبدأ الإصلاح "
قالها وهو يضرب بإحدى يديه خشب المنبر ....
الكل يراقب المشهد وغير مستوعب لما يحدث ....

هنا إنتبه بشخص يربت على كتفه ....
بأن يفسح له ليجلس بجنبه
فإنتبه عيسى أنه كان في عالم ثان ....
كان شارد الذهن حاضر البدن ....

الخطيب في مكانه
يكمل خطبته الناعسه
وعيسى بدأ حزينا بالحالة التي فيها ....

حزين بنوعية الخطب المكرره ....
حزين لأنه لا يحمل خصال الإقدام والجرأة ....
حزين لما آل له المجتمع ....
حزين و حزين و حزين ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق