الأربعاء، 29 يوليو 2009

أحــلام لم تكتمــل ....



إعتـاد كل ليـلة قبل أن يـذهـب إلى الفراش ، أن يُتـابع النشـرة الجوية ....
ولكـنه هذه المـرة إنشـغل ولم يتمــكن ....
الإرهـاق والتعـب أصــابه ، و عندمـا وضـع رأسـه على المخـدة ، غفت عينـاه سريعــا ....

لم يصـحُ إلا بـعد أن تسـلسلت خلســة بعض من أشـعة الشـمس إلى غرفـته ....
أخذ كف من الماء لـ يرشـه على وجـه ، لأجـل أن يشـعر بالإنتـعاش والنشـاط ....
أخذ صنــارته ، وخـرج من غرفتـه ....
صبـح على والدتـه وقبـل رأسهــا ....
ومن ثم بـدأ بـ تنـاول إفطــاره ....

إلى أين يـا قرة عيني " هكـذا قالت والدته " ....
فـ أجـابهـا بـ أنه سـيذهب لـ إصـطيـاد بـعض الأسمــاك من البحـر المـجاور لمنـزلهم ....
مررت يدهـا على رأسـه و مسـحت عليه ....
إبتسـم وقبـل يدهــا و إمتـدح الإفطـار الذي أعدتـه بيـديهـا ....

خرج من منزلـه وهو سـعيد ....
النشــاط والسـرور ظـاهر على محيــاه ....
يحســد ذاك العصفــور على جنـاحيه ويقول ليت لي جنـاح ....
يبتســم ويواصـل إختــراقـه للشــجيرات التي تحـجب منظـر البحـر من بيته ....

وقـف على ذاك الجـسر الخشـبي الصــغير ...
تـأمل في الأفـق وتمنى أن يعـرف ماذا يـوجد خلـف هذا البحـر ....
تـرك هذه الأمنيــة سـريعـا ، وتوجـه إلى الحبـل الذي قيـد به قـاربه الصـغير ....
أزالـه ، وقـفز بـ صنـارته فــوق القـارب ....

أخرج المجـدافيـن ....
وضــرب بهمـا ســطح البحـر وكـأنه يمـرر سـكينة صـغيرة على ظهـر زبدة صـغيرة ....
إبتـعد غير بـعيد عن الشـاطي ....
ورفــع مجــدافيــه ، وألقى بـصنـارته ....
إعتــاد أن يتمـدد على سـطح القـارب ، ويُغطي وجهــه بـ قبعته الجميــلة ....
يُريد أن يسـبح في بحـر الأحـلام ولا يُبـالي من إزعاج الغربـاء ....
فــ قد إعتـاد على هذا المنـظر ...

وبـدأت أحـلام اليقــضة تتوالى ....
كيف لـ شخص أن يُبدع في تخصـصة و رئيســة لا يحمـل أي شهـادة ....
فلان أكمـل دراســته العليـاء ....
توظـف في شـركة مرموقـة ، ولكـن للأســف أن مســؤولـة لم يكـن يحمـل أي شـهادة ....
فـ إستـاء من الحـالة وقـدم إســتقالتـه ....

قـرر أن يتحـرك بـ جسمـه قلـيلا ....
لأجـل أن يُبـعد ذاك الحـلم المزعـج ، ولكـن صـنارته وقـعت من دون أن يشــعر ....
إســتمـر في أحلام يقضــته ....
وتفـكر عن أســباب إعجـاب الغربـاء بـ منـظر قريتـه ....
هـل الغربـاء يُقـدرون التـاريخ والجمـال أكثـر منـا ؟ ....

وبينمــا هو على هذه الحــالة ....




















إهتـز القـارب قــليلا ....
ولكنـه لم يُكـلف نفســه بـ رفـع قبـعتـه ، ولم يكتـرث لهذه الهزة وأراد أن يواصـل في بحـر أحلامـه ....
ولكـنه ســمع السمـاء تُرعـد ....
فـ أزال قبـعته قـليــلا ، ورى أن الغيــوم قد حجـبت أشـعة الشمـس ....
وأيقــن إنهـا سـتمطـر في أقـل من ســـاعة ....

تعــدل في هيئــته ، ورأى أنـه مُحـاط بـ الغربـاء ....
تبــسم وقـال في نفسـه :
الآن عرفـت لمـاذا الغربـاء يُكررون زيـارة قريتنــا ....
لأنهـا ترى منـاظـر لم تتـعود عليهــا ....
ولهذا أجـد نفسي مُحـاط بهذه الجمـاعة من الغربـاء ....

حـافظ على هدؤه ، لـ خبرته البسيطـة بـ عالم البحـار ....
أراد أن يُكمـل الغوص في بحـر أحـلامـه ....
ولكـن هيهـات ، فـ أنى له الراحـة وهو مُحـاط بـ المخـاطر ....
من فوقـه ومن أسـفل منـه ....

وبعدهـا رأى أحد الطيــور المهـاجـرة مُتجـهة نحو الشـاطي ....
فقـال مرة آخرى : ليت لي جنـاح ...

لقـد حـالفه الحظ هذه المـرة ....
فـ السمـاء بدأت تُمطــر قلـيلا ....
والشـاطي لم يكـن بعيــدا ....
والريـح لم يـكن عتيـدا ....
ومن حـوله من الغربـاء ولوا فرارا ....

رمى بـ مجـدافيــه ، وإستـدار نحـو الجهـة المقـابلة للشـاطي ....
بدأ بالتجـديف حتى وصـل الرصـيف ....
ترجـل من على ظـهر القـارب ، وقيده بـ أحد الأعمـده ....
وعـاد إلى داره مبســوطا من هذه التجــربة ....

................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق