الأربعاء، 29 يوليو 2009

أجمعــوا على إدانتــه زورا وبهتــانا .....

بدأت تصرخ في وجهـــي ، الآن قد إكتشفت الحقيقة ....
الآن توصلت إلى أنه كان مظلومـــا ....
إنعقد لساني ولم أستطع أن أقول حرفـــا واحدا ....
لم أستطع الكلام ....
فـــ خُيل لي بأنني قد أصبحت خرِســـا ....
حاولت أن أحرك يدي في إشارة إلى عدم علمي بالأمر مسبقـــا .....
ولكن هيهات .....

خُيـــل إلي أن عيناها قد إنقلبتا جمرا من شدة الإحمرار ....
أفقت من خيالي القصير لأجدها تقول :
ليتك لم تأت لتعلمني بهذا الأمـــر ....
أبعد أن هدأت نار قلبي ، أجئت لتشعلها مجددا .....
اللعنة عليك ، اللعنة عليك ....
اخرج من داري ....

تركتها بعد أن اختلط صياحهـــا بأدمعهـــا المتساقطـــة ....
غادرتها بعد سيـــل من الكلمات الحارقة .....
كنت محظوظا قليلا ....
فـــ قذائفها كانت تمر عبر شلالات من الأدمـــع المنهمرة ....
تُبردها ....
تُخفف من شدة سرعتها ....
وقد تحرفها عن مسارها قليلا ....

أعذرها نعم ، إني لأعذرهـــا ....
شبــاط 63 ....
من رأها ذاك اليوم وهي تبحث عنه كالمجنـــون فلا بد أن يعذرها ....
من رأها تحضنـــه عندما عثرت عليه كالأم الحنـــون فلا بد أن يعذرها ....

مـــاحدث لم يكن بالأمر الهيـــن ....
وجدته مدانـــا في قضية لم يرتكبها بل لا يعلمها أبدا .....
الشهود أقسموا برؤيتهم له وهو يرتكب الجريمـــة ....
فـــ أقوالهم لا تختلف أبدأ ، وكأنهم شخص واحد ....

لقد أقسم لهم بكل الديانات أن لا علم له بالأمر مسبقـــا ....
ولكن ماذا عساه أن يقول أو أن يفعل ! .....
إنعقدت المحكمة ، وإستمع للشهود ....
وقُبِلت الأدلة ، والأهم أن الإستئناف لم يكن حاضرا .....

هو غير مستوعبـــا لما يحدث أمامه .....
فــ لقد وجد نفسه سريعا أمام حبل المشنقـــة ....
برهة من الوقت ، وها هو ملقى على الأرض من دون حراك .....


آيــار 68 ....
ولأن الحق لايضيع أبدا ، مهما طال الزمن أو قصــر ....
وبعد أن إنقضت 5 سنوات عن رحيله من الحياة ....
شائت الأقدار أن يتلعثم أحد الشهود ....
فــ صار التوتر حاضرا بينهم ....
لــ تسقط قطرة أفاحت مابالكأس من خبايا .....

ولكن بعد ماذا .....
بعد أن فقدت تلك الحسناء زوجهـــا .....
بعد أن فقدت تلك الحسناء شبابهـــا .....
بعد و بعد و بعد حسرات وآهات ...


إياكم وشهادة الزور .....
" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً " (الفرقان، 72)

جمعتـــكم مبــاركة .....

هناك تعليق واحد: