الأربعاء، 29 يوليو 2009

وداعــا مريــــــم .... و أهــلا نــور

وداعــا مريــــــم ....

نعم وداعــا مريم .... ولقد أٌســقطت آخر ورقـاتك لدي ....
لا أدري هـل سقـطت لــ وحدهـا أم أن هنـاك أمور خارج نـطاق المعهـود قــد تسـببت في إسقـاطهـا ....
أيا مريم ... لم يبـقى شيء يربـطنا سوى ذاك الدفتـر الصــغير الذي كنـا نجمـع به ذكريـاتنا ....

سأتلو لك بـعضا من ورقـاته .... لــعلي أرســم إبتســامة قبل رحيــلك ....

ألا تذكرين عندمـا التقيــنا أول مرة .... ذهبنـا معـا إلى حديقـة بــ وسـط دمشـق ....
كــانت جمــيع أوراق الأشــجار قــد تســاقطـت .... مُطـالـبةً بــ ثوب جديد يكســوها لاحقــا ....
اشتريـت حينهــا لك كـأس من الحليـب السـاخن .... لم نكن نمـلك سوى ثمن كـأس واحد ....
فــوضعنـا أيدينـا حول هذا الكـأس لــ نرحل ولو قليلا إلى عالم آخـر ... مستــمعين معـا لــ عزف الريح الجميــل ....

ألا تذكريـن بماذا نعتـتك تلك المـرأة التي أصـابها الغرور عندمـا رأتنـا معـا في الإسكندرية ....
عندمـا قالت بــأنك وإنك وإنك .... وبــ نهاية المطاف أضـافت .....
إنك لا تســتاهلين ذاك الشــخص الجـالس بــ جنبـك ....
فـأخبرتك بـأن تبتسمي فــقط لــ تموت قهـرا ....
فــ رأيت كيـف كـانت ردت فعلهــا عندمـا ابتسـمتي لهـا لأنك تجاهلتي ما وصـفتك به ....


ألا تذكــرين عندمـا حملـتك على ظهـري عندمـا كنا نتـزلج على الجليــد في تركيـا بقرية قريبـة من مدينة بورصة ...
يومـها كنـا نتسـابق من يصـل إلى الأسـفل سريـعا .... فـاختل توازنك في منتـصف الطريق و سـقطت .....
المنظر كاد يقتلـني من الضـحك ولـكني أمســكت نفسي حتى لا أغضبـك ....
كنت أحتفظ بــ إبتســامتي إن رأيت أنني ســأبتسم من دونك ....

هذه مجـرد رؤوس أقلام لــ خمس صفحـات من مذكراتـنا من أصــل الــ 235 صفحـة ...
صفحـات لو لم أخشى المولى لــ غلفتهــا بــ طبقة من الذهب .... لــ تعلمي بــأنك غير عن كـل البشــر ....

وداعـــا يــا أيتهــا العشـيقة ....
وداعـا وكلي أمــل بــأن تســعدي بــ من ترينه ســيرسم لك الإبتسـامة على وجهـك الجميـــل ....
إبتســامة طـويلة الأمـد .....
..............................................

أهــلا نور ....

حتى لا أجعــلكم مُشــتتي الأفــكار ... لابــد من إخبـار بــعض أهــل الدار .... دار الصبيــة و دار الطفــلة نــور ....
إنهــا نور فتـاة أمَـور .... نور التي عندهـا بضع شهور .... إليكم قصــة لـقائي بهــا ....

كنت ذات صيــف حارق .... في زيـارة لأحد الإخوان .... جائت عيني على طفـلة صغيــرة ....
حمـلتهـا بين ذراعي .... داعبتهــا قليلا .... بالرغـم من حرارة الجو إلا إنني شــعرت بــ برودة غريبـة ....
نــور إرتسـم على ثغرهــا الصـغير إبتسـامة جميــلة .... ســرقت عقلي ولا زلت أفـكر بــ تلك الإبتسـامة ....
شــككت بـأنهـا سـاحرة لأنهـا سلبت فكري و ذاتي ....
ولكـني أيقنت بــأنهـا صغيرة لا تعرف الفرق بين الألف والبـاء .... فمـا بالي بــ علم البُـلهاء ...

حقيـقة لا تزال تلك الإبتسـامة كـأنهـا بذرة قد غُرسـت على قلبي ....
بــذرة تحـاول أن تضـع جذورهـا لــ تحجز لهـا عن مكـان في قلبي ....
مكـان تـثبت فيـه لــ تتمكن من النهوض بــ قوة ومن دون أن تهـزهــا نسـمة هواء أو إعصـار كبير ....

أيقنت حينهـا بــأنني أحمـق إن لم أدع هذه النبتـة تنـمو على قلبي ....
فــأنا لا أزال إبن الــ رابعة عشر ربيـعـا وكمين شهر .... وهي لا تزال إبنت الأشـهر الأولى ....
فلمـاذا لا أمهـد الطـريق بيننــا .... فعنــدمـا تصــبح هي إبنت الــ سادس عشـر .... أكون أنا إبن الثلاثيـن وكميـن شـهر ....
نــور أمنيـــة أتمناهــا ولــكن خـوفي من الغـــد المجهــول ....
فـــ ربمــا أجدهــا قد حُجــزت لإبن عمهــا أو إبن خـالتهــا أو شيئـا من المعمـول ....

لا أقول إلا رُبمــــا .... ختـاما هذا هو حـالي ....

بين مطــرقة العشــيقة مريم وسنـدان الحــلم بــ نــور ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق