الأربعاء، 29 يوليو 2009

فعــلها ذلك المعــلم الجبــان ....

ذات مساء ملبد بالغيوم .... سحب تحجب ضوء القمر الساطع ....
ذلك الضوء الذي لطالما نافس الفضة في لونه .... كأنه حبيبات من اللؤلؤ المتراص فوق بعضه ....
جائني ودمع عينيه ينهمر .... جاء يجهش بالبكاء فأحرق قلبي حزنا عليه ....

قال لي : لقد طردني أبي من البيت !!
فأجبته : محال أن يفعل ذلك أبوك !!
فرد علي : أتراني أصطنع البكاء أم لا أصدقك الكلام !!
فأجبته : حاشاك يا صاحبي ، ولكن أستبعد والدك الفاهم والعاقل والمتعلم والمعلم والملتزم بدينه أن يطرد قرة عينه وفلذة كبده !!
فقال : نعم فعلها ، والسبب من ذاك المعلم الجبان ....
سأحكي لك قصتي :
فبالأمس كانت لدينا حفلة في مدرستنا الإعدادية .... وأثناء الحفل قرر ذلك المعلم الجبان أن يقوم بتصوير الحفل من سطح أحد الفصول .... وياليته لم يصعد السطح ....
فقد وجدني أرتكب المعصية .... فبدل أن يقوم بتصوير الحفل قام بتصويري ....
ولأن والدي المعلم بتلك المدرسة والمعروف بخلقه الرفيع .... وهذا المعلم الجبان موصوف بسوء خلقه ....
قام ذلك المعلم الجبان بعرض الفلم على المعلمين وأمام عيني والدي ....
لم يكن يطمح للإصلاح بقدر همه تدمير سمعة والدي ....

وبعدها إستمر يبكي بحرقة ....
وظهرت علي ملامح الدهشة والحزن والغضب في نفس الوقت ....
وقال لي : لم يعد هناك بيت يأويني سوى بيت جدي الطاعن في السن .... سأعيش هناك فترة وجيزة .... وبعدها سأرحل خارج المدينة ....
فقلت له : تريث يا صاحبي ، لعلي أساعدك على إعادة ترتيب الأمور إلى سابق عهدها ....
فقال لي : الزجاج المكسور لا ينجبــر .... وسمــعة والدي تــلطــخت وإن كــان السبب أنــا ولكــن يظــل المسبب الأول والأخيــر هــو ذلك المــلم الجبـان .....
ربمــا ســأغيب فتــرة ليســت بالقصــيرة .... لــعلي أرجــع لقــريتي وأجــد أهــلها قــد تـناسوا غلــطتي .....
وبــعدهــا رحــل ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق