الأربعاء، 29 يوليو 2009

乂◄ التهديــد والوعيــد للراعي سعيـد ... ►乂

.................................................. ......

في حانة المندوب محترم ....

النادل ينضف الطاولات والكراسي بعد أن إقتربت الساعة من الرابعة فجرا ....
وقبل أن ترسل الشمس خيطا أصفرا للتعبير عن بدء يوم جديد ....

وعلى إحدى زوايا الحانة ....
يجلس محترم وأمامه 14 قارورة شراب فارغة ....
ألم شديد إجتاح معدته ، ليهرول مسرعا إلى إحدى الحنفيات .....
وما هي إلا براهة من الزمن حتى أخرج مافي بطنه بعد أن تقيأ عدة لترات .....
فأصبحت قدماه لا تقوى على حمله .....

إتكأ بالحنفية ليرى صورة وجهه على المرآة ....
فــ أجهش بالبكاء بعد أن ضرب برأسه عدة مرات في الزجاجة التي أمامه لعله يخفف من أحزانه ....

وكل هذه المشاهد حدثت تحت أعين أبيه المندوب ....

عندها إنتبه محترم بأن أبيه المندوب يقف خلفه .....
فذهب ليرتمي على حظنه بعد أن إغرورقت عيناه من الدموع ....

المندوب يمسح على رأس محترم مجتهدا بأن لا تسقط دمعة من مقلتيه ....
لأنه لا يزال يؤمن بالعهد القديم بأن الأب لا ينبغي أن يبكي أمام إبنه ....
حتى لا يفقد هيبته و رجولته ....

بعد أن هدأت قليلا روعت محترم .....
أخذه أبوه المندوب لأقرب طاولة .....
وقام المندوب بحركة بعصاة ألقـت بظلالهــا ما كان فوق الطاولة من كؤوس وأباريق .....

جلسا متقابلين في نقاش أخوي لا عائلي .....
لم تفلح كل الطرق والوسائل الدبلوماسية والسياسية التي يتقنها المندوب في محاولة زحزحة محترم عن قرارة والعدول عنه ....
فالطاولة إمتلأت بالأوراق .....
حتى شيكات على بياض قام المندوب بإمضائها ....
وكذلك تذاكر السفر المفتوحة تم رميها على طاولة النقاش .....
حتى حارة الغير قام بــذكرهـا المندوب ....

تلك الحارة التي تحوي على فتيات هن الملوك في الجمال .....
والجمال مُشــتق منهن .....
حتى ليكاد أن ترى مجرى دمائهن على سواعدهن من شدة البياض ....

هنا إستشاط غضبا المندوب بعد أن باء بالفشل ....
وقال جملته الأخيرة :
إن لم ترضى بأحد الحلول سأقتل موزه وسعيد ....

.......................................
هنا إزدادت عينا محترم جحوظا .....
وإحمرتا إحمرارا كإحمرار جمرة رأس زغلول .....
وقام من على الكرسي يصرخ بأعلى صوته ومتجها نحو المخرج ....

إتركني يا أبي
إتركني يا أبي

والنادل كالعادة لا يكترث بمثل هذه الأمور .....
فقط يحاول أن يتقن عمله ويلمع الزجاجات جيدا ....

خرج محترم قليلا ثم عاد سريعا ....
أبتاه حتى لو أحضرت فتاة تعادل في جمالها 100 مرة جمال شربوفا أو كرينا كبور ....
فلن أعدل عن حبي لموزه ....
وقبل أن يخرج ، سحب إحدى الزجاجات التى كانت بيد النادل ....

ولسان حال المندوب يقول ماذا دهاك يا إبني الوحيد .....


بعدها سمع صياح إطارات ....
متبوعا بسقوط عنيف .....
أعقبه تدحرج قارورة قبل أن تنكسر .....

المندوب لم يستوعب الأحداث وسرعة تراكمها ....
محترم - سعيد - موزة - الراشدي - العروض في الحانة - الحادث ثم وفاة محترم ....

في سبلة العزاء .....
أتباع المندوب ، قوم الراشدي وآخرين .....
يحاولوا يواسيوا المندوب بأن محترم شهيد .....
والحين يسبح في أنهار الجنة .....

عقل المندوب مشغول بالراعي سعيد ....
عندها قال : يــا من أفقدتـني فلذة كبدي سأفقدك كبدك ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق