الأربعاء، 29 يوليو 2009

الويـل لك يــا مريم ....

أخـذت رشــفة من القهـوة ....
أتبعتــها بـ آخرى ثم آخرى ....
برغم قســوة مرورتهــا ، تنـاسيت هذه المرورة ....
ليسـت بـ أمرُ ممـا فعـلته مريم ...

يا آلهي ، لمـاذا أتت مريم في فكــري ....
أأصبـحت المرورة مرتبــطة بـ إسمهــا ....
كل تلك الأعوام وأنـا أحـاول تنـاسيهـا ، ولكـن هيهــات .....
بعدهـا بـدأت أبكي بحـرقة و أصيـح بـ أعلى صوتي : لماذا ؟ ....

حـاولت جـاهدا أن أبعد صـورتهـا عن مخيلتي ....
ألقيت بـ كأس القهوة بعيدا بـعد أن رأيت وجهـها بــ داخله ....

أخـذت كـأسـا آخر ....
وبـدأت أملأه من الإبريق ....
لا يمكـن أن تكـون هي ، أمعنت النظـر جيدا ....
نعم إني أسكبهـا مُجددا في كـأسي ....
إرتبــكت ، فـ ألقيت بـ الإبريق والكـأس ....

ومن يومهـا لا أعرف للقهــوة طـعم ....


**************

تخيــل يـا أبتـاه ....
عندمـا تعرفـت إلى مريم في بـادي الأمـر ....
أوهمتــني بـ حسنهــا وجمــالهـا ....
أوهمتني بــ أن الكـون لا يمـلك توأم لجمــالهـا ....
جمــالهـا لا يُضــاهيه جمــال ....
فــ خُيل لي أن يوسـف قـد شـاطرهـا من جمـاله ....

تخيـــل يـا أبي وأنت تتـفكر في منـظر الغروب ....
كيف أن نســمات الهواء البـاردة تُداعب خصلات شعرهــا ....
بســماتهــا و منظــر وجههــا يجذبـك أكثر من إنجذابك إلى وجه القمــر ...
ضحكــاتهـا تســلبك ، فـ لاتسمع صقصــة العصــافير .....
رقـصاتهــا في المرعى الأخضــر ، تُنســيك أنها ترقص على عشب أخضر و تتخيلهــا ترقص في الغيوم ....

ومن يومهـا أكره مشهــد الغروب ....

**************

رأيت يومـا حمــارا ....
تمعنــته جيدا ....
إقتربـت منه أكثـر ....
رأيت نمــلةً مُعســكرة على ظـهرة ....
تدعي مُلكيتهــا لفروه ....
بـل وتتــجرأ لـ تُعلن أمام الملاء ، بـأنها سيـدة الحمـار ....
ومـالكته ومليكتـه ....

حـاول الحمـار جــاهدا بـأن يُزيلهـا من ظهره ....
هز شـعره جيــدا ، ولكـن لم يفـلح ....
أطلـق ســاقه للعنـان ، متوهمـا أن الريح قد تُلقي بهـا أرضـا ....
ولم يفلح ....
كـان همـه بـأن يُلقي بهـا أرض ، ثم يدهسـها بقدمه ، ليوصلهــا إلى حتفـها ....
وحاول ثم حاول ثم حاول ....
ولم يُفـلح ....
فـ لم يعد يعمـل بفـكره ، وإنمـا كان قلبه منشـغلا بـ الإنتـقام ....

كـاد أن يرضى ويقتـنع .....
بـ أن النمـلة هي سيدتـه ....
بل هي مليكتــه ....
كـاد أن يُشـهر رأيته البيضــاء ....
لولا أن سـاقه القدر إلى جـسر أعلى النهـر ....
ذاهبــا إليه مُطـأطأ الرأس بـاكيـا ....
فـ تهادى من الجسـر لـ يقع في النهـر ....

إستــطاع أن ينجـو من الغـرق بصــعوبة ....
ولكـنه بـسرعة زال عنه الفزع ....
حيث رأى النمـلة قد طفـت فوق النهـر ....
شــاهدهـا غريقة وقـد فـارقـت الحيــاة ....
فـ تبســم .

ومن يومهـا أُمني النفس بـ السقوط من الجسـر ....
فـ ربمـا أبتسم .

**************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق