الأربعاء، 29 يوليو 2009

حقيـقة " مريم " التي إدعى الأمير أرنيم أنهـا تركتــه ....

إليـكم قصـة السيدة " مريم" ...

ذات يوم ممـطر ... مطـر ينهمـر بلا تـوقف ....
رأيت امرأة جـالسـة أمام بوابة أحد البيوت القـديمة ....

أتت عيني على عينهـا ...
رأيت الماء قد لـعب بخـصلات شعرهـا الأشــقر ....
وألغى تلك الشخبـطات التي كانت تضعهـا على وجهـها .... فـظهرت امرأة جميـلة لا يضـاهيها أي جمـال ....

لا زلت أحدق فيهـا .... ولسـان حالهـا يقول أنا التي أشاع أخبـارهـا الأمير ....

اقتربت منهـا بـهدوء ... مـدت يدهـا لأسـاعدهـا على الوقوف بـعد أن أثقلهـا المطـر المتـساقط .... لم أحس بملمـس يـدها .... وكــأن يدي تلامس الهواء ....

قالت لي : لا تحـكم علي بـعد أن سـمعت منه... استـمع إلي وبـعدهـا أصدر حُكمـك .... فـأنت يـا من عُـرفت بـالحكمة .... وبمـن يضـع النقـاط على الحـروف ...

لم أعرف أن أفرق بين الدموع المنهمـرة من عينيهـا الجميـلتيـن وبين حبيبـات المطر المتسـاقطة من خصـلات شعرهـا ....
تبكي بـحرقـة بعـد أن تركـها الأميـر .... قالت
كيف تريدني أن أستمـر مع ذاك الفارس الذي أتـاني في بداية الأمر بـ حصـانه الأبيض ....
أتاني كـ ملاك ... شجـاع ... كريم ... وحكيـم ...

رسـم الحيـاة أمامي ... و جعلـني أعيش في حيـاة ورديـة .... لم أحلم حتى أن أراهـا بــ الأحلام ... أحســست أنه وضـع الحيـاة على كفي ....
وعـدني وعـودا كثـيرة ....
بيت كبير .... ليس بـكبر القصـر وليس بصـغر الكوخ ....
وسط أرض مفروشـه بـسجاد أخضـر .... يتوســطه بركـة جميـلة .... تقـف حواليها طيـور البجع الجميـلة ....
وفي المسـاء ترى اللؤلؤ الساقط مع ضوء القمـر .... تجد البركـة وكـأنها بركة من الزئبق .... تتـراقص موجـات البركـة على نغمـات الهواء العـليل .... تُشـعرك وكـانك في عالم آخر ....

أردت أن أقاطعهــا ... فـقالت لا زالت هنـاك الكثـير من العهـود التي ألقاها أمامي ....
ولـكن حين طلبـت منه أن يـُعجـل بـتلك العهـود .... تفـاجـأت بـأن عمه لم يوافق على تنفيـذ تلك العهـود ....
شممـت خبرا من بعيـد .... يـقول بــأن لدى عمه ابنـة يـرديهـا أن تــكون عروسـا لأرنيم ....

حينهـا قررت أن أخـرج من حيـاته بهـدوء .... لم أشــاء أن أخلـق المشـاكل بينه و بين أهـله ...
لا أريد أن أكون أنانية ... لم أشـأ أن أستـحوذ على سـعادته لـ نفسي وأحـرم أهله منهـا ....

قـررت أن أرحـل من تلك الديـار ....
رحـلت وقـد نحـتُ على جـذع شـجرة الصبـار ....
بــأني لن أنسى الأمير مهمـا صـار ....
هذه قصــتي بــاختصـار ....
عندمـا وجـدتي أمام ذاك الدار ....

تمـر الأيـام والسـنون .... أفتـح لهـا قلبي الحـنون ....
مـا لم يتمـكن أرنيم من تحقيـقه لهــا .... جعـلته ملموس في حيـاتها ....

كل شيء كان ممكـنا .... إلا رسم الابتسـامة على ثغرهـا الجميــل ....
حـاولت وحـاولت مرارا وتـكرارا حتى مللت إعادة الفعيـل ....
ملل قد قـادني إلى احتســاء النبيــذ ...
لم أجد من يشــاركني السـعادة ... حتى لو بـابتسـامة مصطـنعة ....
أرى في عينيهـا صـورة أرنيم .... حتى في هذيانهـا يـتكرر الأمير....
آه يا عزيزتي مريم ....

يـعز علي فراقـك ....
ولـكن عزاي أني تمكـنت من فراق النبيــذ .... تمكـنت من إعادة لك صـحتك المفقـودة بــتوفيق من الخالق ....
إن كـانت عودتـك للأميـر سـتعيد لك إشراقة مبسمك الجميــل ....
فـاذهبي على بـركة الجليـل ....
ولـيعلم الأمير .... بــأني لم ألمس مريم ذات يوم ....
وذاك الفتى الذي رأيتــه ... لم يـكن سوى أخي الصـغير ....
أملي الوحيـد يـا مريم بــأن لا تنسين شخـص سيــظل يعزك مدى الحيـاة ....

واسمح لي يا أميري بـأن أقول جملتي الأخيـرة ....
" لا حسنــاء بـعدك يــا مريم "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق